في مشهد يعكس فداحة الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، توفي الشاب الغزي أيوب صابر أبو الحصين (29 عامًا) نتيجة إصابته بسوء تغذية حاد، جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ قرابة عامين، والذي فاقم من معاناة السكان ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية الأساسية.
وأكدت مصادر طبية في المستشفى الكويتي الميداني أن الشاب وصل جثة هامدة، متأثرًا بحالة شديدة من الهزال والجوع، دون أن يتمكن الطاقم الطبي من إنقاذه، بسبب انعدام الإمكانيات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وإغلاق المعابر بشكل كامل.
ولم تكن مأساة أيوب الوحيدة، فقد لقيت الرضيعة جوري المصير ذاته بسبب سوء التغذية، فيما تصارع الطفلة أمل البيوك (7 أعوام) الموت بعد انخفاض وزنها من 20 كيلوغرامًا إلى 11 فقط، رغم أنها لم تكن تعاني من أمراض سابقة. وتم وصف حالتها بالحرجة في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، حيث يعجز الأطباء عن تقديم العلاج بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
في السياق ذاته، عبّر مدونون ونشطاء من غزة عن غضبهم حيال تفاقم الأزمة، وقال أحدهم: “أنت مخيّر بين أمرين، إما أن تزحف نحو المواقع العسكرية الإسرائيلية والأميركية فتموت تحت القصف، أو تبقى مكانك وتموت جوعًا”.
كما أشار آخرون إلى استغلال بعض التجار للمأساة، حيث تم تخزين الحليب ورفعت أسعار الدقيق بشكل جنوني، مؤكدين أن الاحتلال الإسرائيلي ليس وحده المسؤول، بل هناك من تاجر بلقمة الفقراء في أحلك ظروفهم.
وتتواصل مأساة غزة تحت الحصار الإسرائيلي، بينما تقف المؤسسات الإنسانية عاجزة، وسط صمت دولي مقلق وتجاهل لمعاناة أكثر من مليوني إنسان مهددين بالموت جوعًا ومرضًا.