المقالات

ياسين سعيد نعمان : طاحونة الموت

ستظل طاحونة الموت تحصدنا نحن اليمنيين بمثل هذا البشاعة التي شهدتها الصالة الكبرى في صنعاء يوم امس والتي تكررت في أكثر من صورة وبأكثر من وسيلة طالما استمرت هذه الحرب الملعونة تفرض إيقاعها بطبول ليست لها من وظيفة سوى تسويق الحرب كقدر للهروب من مسئولية إشعالها .. استعراض القوة في وجه السلام هو بداية المشوار في هذه الحرب . كل الحروب قذرة ولا ينتج عنها غير هذه البشاعة والجرائم.

مهما حاولنا فلن نستطيع أن نجد حزناً بحجم مأساة الحرب وما تضخه إلى حياتنا من كوارث ..أي ضمير هذا الذي يستطيع أن ينام وهو مثقل بكل هذه الكوارث التي ألحقت ببلدنا كل هذا الدمار ولم يكن يفصلنا عن جسر السلام سوى خطوات تعثرت بذلك النزق الذي حمل الفعل الأعوج واستبق المسار إلى جسر السلام لينسفه ويضع الجميع أمام خيار الموت .

الحروب قذرة وتغذيها هذه البشاعة ..وكلما طالت كلما ازدادت بشاعتها ، فكل فعل شنيع يستولد من داخله جريمة اكبر وأشد .. الحرب اليوم في اليمن تدخل مرحلة جديدة، وحادثة الأمس هي فاصل بين مرحلتين .. الأولى أنجزت تدمير حصيلة جهد اليمنيين وكدهم وعرقهم لعقود طويلة من الزمن بما في ذلك جهدهم في لملمة أطراف اليمن وبناء دولته وهو الجهد الذي نكب بسنوات المراوغة الطويلة لنظام لم يكن يقيم وزناً للدولة واختتم بالانقلاب على آخر محاولة لإقامة هذه الدولة وإطلاق صفارة البدء بهذه الحرب الملعونة .

أما المرحلة الثانية فتبدأ ألان وهي الأخطر والتي تهدم الجسور مع المستقبل وتلغم الطريق إليه بأكوام ضخمة من المتفجرات التي سيختزنها ضمير مثقل بالانقسام والكراهية والانتقام . هل نصحو قبل أن يتحول كل يمني إلى قنبلة مشحونة في وجه الآخر !!!

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى