المقالات

أنسام الفقيه : أطفال بين البؤس والجهل

أطفال بعمر الزهور ذات ملامح طفولية بريئة أجسام نحيلة بعيون تشع بأحلام مستقبلية جميلة ….. يحملون هموم الكبار وأعباء الحياة المعيشة الصعبة أطفال بملابس رثة بسيطة وأقدام حافية .. أشباه الكبار من المتعلمين بهدوء الملامح والتصرفات . حين تجلس معهم تجد لديهم من الأحلام ما يجعلك تقول مازالت الدنيا بخير.

وكعملي كميسرة للتعليم المجتمعي في برنامج التعليم الفني والمهني للصندوق الاجتماعي مع الأطفال المتسربين من المدارس وجلوسي معهم رأيت الأحلام والرغبة في التعلم وتحقيق طموحهم التي أخذتها منهم أعباء الحياة ومعاناتها وبحثهم عن لقمة عيش لهم ولأسرهم ، ورغم هذا لم يمنعهم عملهم الثقيل من القدوم إلينا والتعلم وإنارة حياتهم بالعلم والمعرفة فهم يتسارعون و يسرقون لحظات من عملهم ليأتوا لمن يمد لهم يد العلم لينير حياتهم وعقولهم التي لم تغلق بعد من مشقة الحياة .

الفضول الإنساني فرض عليا أن أسئل إحدى الأطفال عن رغبته بالتعلم ؟ أجابني والخجل يكسو وجهة بأنه يمتلك رغبتان وليس رغبة جميعهم هاضمتهم الظروف.

وقفت حائرة أمام أعين تحلم بإضاءة دربهم وليس لهم من معين وقفت أتأمل بهذه الطفولة التي يداس عليها دون رحمة أو شفقة لا إحدى ينظر لهم الكل يستقل ضعفهم وحاجتهم . يغيب البعض عن الحضور فينتابني خوفي من عدم قدرتي على إشباع رغبتهم بالعلم ؟..إلا أن علامة التغيب تكون واضحة للعيان أشاهدها عندما يٱتون وهي قد ارتسمت على ملابسهم المتواضعة حين أشاهدهم وهي غير نظيفة ومتسخة نتيجة ذهابهم للعمل في مجال الحمالة لدى منظمات توزيع الإغاثة لكي يتحصلون على مبالغ حتى وان كانت زهيدة تفي.

أجابوني عندما تأتي منظمة لتوزيع الإغاثة يكون لدينا عمل لحمل أكياس الإغاثة للمواطنين والحصول على مبالغ زهيدة لقوت يومنا لأجدهم يأتون إلينا مسرعين لاستقلال الدقائق المتبقية من فترة التعليم تاركين دقائق فرصة اللعب لتكون دقائق علم …… اخدت الحياة منهم أحلامهم البريئة وتركتهم في مستنقع البؤس والحرمان التي أغلقت سبل الحياة أمامهم وأصبح جل اهتمامهم يفكرون للقمة تسد رمق جوعهم حتى وان كانت على حساب أجسادهم النحيلة أو البحث عنها في مقالب القمامة.

 

 

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى