المقالات

السلاح بيد الطائشين .. عاقبته وخيمة 3-5 !!

بقلم : سعيد بن زيلع

سعيد

هاهي الحلقة الثالثة لظاهرة إطلاق الرصاص في الأفراح والنتائج المؤسفة لحمل السلاح والتعامل معه من قبل غير العقلاء دون ضابط أو رادع .. وكنت قد وعدت على أن تكون الحلقة الثالثة بعنوان { ما هي الدحبشة .. أسم .. أم صفة وسلوك ؟! } ، ولكن طالما أنه لكل حدث حديث ، ارتأيت أن تكون الحلقة الثالثة حول حادثة مؤلمة كان مسرحها مدينة سيئون ، أما سببها فهو التهاون بحمل السلاح من قبل الشباب الطائشين .

الكثير تكلم عن حمل السلاح والتعامل معه بتطفل – ولكن لا حياة لمن تنادي – ومعلوم أن ظاهرة إطلاق الرصاص والتهاون بالسلاح تؤتي أكلها كل يوم داخل المجتمع الحضرمي وخاصة والمستخدمون هم شباب طائشون غير مبالين بالنتائج .

فهذا شاب من خارج حضرموت ” جنوبي !! ” هو الآخر سمح له والده – الضابط العسكري – بالتبجح بالسلاح – منطلقاً من نفس الثقافة – مع أن ذلك الضابط تربى على نظام عسكري وتعامل صارم مع السلاح ، ولكنها الدحبشة التي غزت المجتمع الحضرمي والجنوبي أيضاً !! .

ففي مساء الخميس 4/2/ 2016 م وأ ثناء وجود ذلك الشاب مع شلًته ليلاً ، وبينما كان المزاح وألاّ مبالاة بالسلاح هو المسيطر كالعادة أخذ أحد أفراد الشلة مسدس تابع لأحد أفراد الأسرة – وهو شاب سوري صغير – وبالمزاح وجهه إلى ذلك الشاب فإذا برصاصة تنطلق من ذلك المسدس ( المشحون ) لتدخل رأسه وتستقر به .. ُنقل الشاب المصاب إلى مستشفى سيئون العام وبقى بقسم العناية المركزية حتى توفي اليوم الخميس 11/2/2016 م حيث تم تشييع جنازته من المستشفى والصلاة عليه بجامع سيئون – رحم الله الشاب ” أ ع ش ” وتجاوز عن زلاته – أيترك العاقل السلاح مشحوناً في كل الأوقات ؟! .. هكذا هي نتيجة التطفل مع السلاح وسط تلكؤ الأهل أو بمباركهم .

-.. ونتيجة لذلك احتجزت الجهات الأمنية أفراد هذه الشلة وربما بعضهم لا حولا لهم ولا قوة غير أنهم ضحية ( الصحبة السيئة !! ) وما أكثر ضحايا تلك الصحبة ، وقد ُكشف مؤخراً عن شباب تم القبض اتهموا بالسرقات بسيئون – وبعضهم أبناء أسر لها مكانة مرموقة بين الناس – وما هذا إلاّ دليلٌ واضحٌ على ترك الحبل على الغارب من قبل الأسر لتؤتي الصحبة السيئة أكلها ، والخلاصة أنها متطلبات القات وربما أمور أخرى أخطر !! وصدق من قال: ما تجد مصيبة حلت بحضرموت إلاّ ووراءها القات .

ولعل هؤلاء الضحايا نسوا تحذير الأهل من تلك الصحبة ( أي المسايرة البطالة )، ونسى أولياء الأمور حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي حذرنا من مثل هذه الصحبة وشبهها { كنافخ الكير أما أن يحرق ثوبك أو تجد منه رائحةٌ خبيثةٌ } وأيضاً قول الشاعر : { لا تَسسَلْ عن المرء ِواسأل عن قرينهِ ** إن القرينَ بالمقارنِ يقتدي } .. هكذا هي نتيجة ألاّمبالاة بالسلاح ، وكما قلنا مسبقاً أن للسلاح آداباً وأعرافاً ومواقف ، وهذا أيضاً مثل شعبي حكيم يحذر من عدم حمل السلاح بيد الشباب الطائشين ولكن لبذاءة كلماته أحببت عدم ذكره .. فهل سيعي القائمون على الأسر خطورة هذا الأمر قبل أن يقع الفأس في الرأس ، أم أن حمل الأبناء السلاح هو فخرٌ واعتزازٌ في كل الحالات ولو كانوا طائشين ؟!! .. إلى اللقاء في الحلقة الرابعة { ما هي الدحبشة .. اسم .. أم صفة وسلوك ؟!! } …

 

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى