عربية ودولية

بوابة إلكترونية وتطبيقات تجذب زوّار القدس

صدى الوادي / أخبار عربية ودولية .

ينما يستغل الاحتلال الإسرائيلي السياحة في القدس لتسريع عجلة التهويد وتعزيز روايته فيها، يُحيي المقدسيون تاريخهم والسياحة في مدينتهم بالرغم من تباين الإمكانيات والدعم. ففي عام 2009 أنشأت بعض الشخصيات في القدس “التجمع السياحي المقدسي” وهو مستقل (غير ربحي) ويعد الأول من نوعه من حيث اختصاصه بقطاع السياحة في المدينة المقدسة فقط ويتخذ منها مقرا له.

ويبيّن مدير التجمع السياحي عنان غيث للجزيرة نت أن هدف التجمع هو تعزيز الصمود المقدسي وخلق منتوج سياحي قادر على المنافسة، ويحمل الهوية الوطنية من خلال الاعتماد على السياحة المجتمعية والتشبيك بين مختلف القطاعات والمؤسسات التعليمية والدينية بما يخدم قطاع السياحة.

واستطاع التجمع السياحي المقدسي منذ تأسيسه إحراز تقدم نوعي على صعيد خدمة السياحة بالقدس. ففي الوقت الذي تغيب فيه الرواية الفلسطينية بالإنجليزية عن البوابات الإلكترونية وتزخر -عوضا عن ذلك- بالرواية الإسرائيلية بعدة لغات، قام التجمع بإطلاق بوابة إلكترونية على شبكة الإنترنت باسم (Enjoy Jerusalem) حيث تحتوي على معلومات ثابتة بالعربية والإنجليزية عن المواقع التاريخية والسياحية في القدس، وأخرى متغيّرة عن أوقات وأمكنة الفعاليات فيها.

خريطة تفاعلية
إلى جانب ذلك، أطلق التجمع خريطة تفاعلية متطورة ترشد الزائر إلى مسار سياحي يمرّ بالمعالم التاريخية والمطاعم والأسواق العربية، مع توفير معلومات مُحدّثة عن كل منها.

وعلى الصعيد الرقمي أيضا، طوّر التجمع السياحي المقدسي تطبيقا للهاتف باسم (Jerusalem Visitor Guide) يرشد الزائر إلى الطريق والمعلومات التي يحتاجها في جولته داخل القدس، بالإضافة إلى أجهزة لوحية تعمل باللمس زوّدت بها الفنادق العربية ليستخدمها مرتادوها.

تؤكد مصممة الموقع الإلكتروني والتطبيقات شروق سرخي -للجزيرة نت- أن نسبة وصول السيّاح الأجانب إلى الموقع والتطبيقات التي أطلقها التجمع عالية، الأمر الذي يساهم بالترويج للقدس العربية وجذب السياح إليها.

ونظم التجمع السياحي المقدسي عام 2015 أول مؤتمر أكاديمي للسياحة في المدينة المقدسة جمع فيه أصحاب النفوذ والخبراء العرب والأجانب في الشأن السياحي.

كما ينظم سنويا جولات في القدس لآلاف الطلبة من الجامعات والمدارس الفلسطينية، إضافة إلى عقد مخيم صيفي باسم “المرشد الصغير” والذي يضم نحو 25 جامعيا يتم تدريبهم على مفهوم السياحة المجتمعية وتزويدهم بالمعلومات التاريخية.

كما أصدر التجمع عدة كتب ومنشورات مترجمة تتحدث عن معالم القدس بإعداد من مختصين وباحثين مقدسيين، بالإضافة إلى إنتاج مرئي يصوّر الأطعمة في القدس حظيّ بآلاف المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقف خلف كل هذه الإنجازات طاقم صغير من خمسة أفراد يعمل كفريق واحد، ويحتوي على تخصصات مختلفة بما يخدم أهداف التجمع.

نقص الكفاءة
ويواجه التجمع السياحي المقدسي العديد من التحديات التي يتشاركها هو والسياحة بالقدس، ويؤكد غيث أن الاحتلال الإسرائيلي هو أبرز التحديات حيث يعمل جاهدا منذ ثلاثينيات القرن الماضي على تطوير القطاع لخدمة الجانب السياسي والاقتصادي وإقناع الزوار بأن الأرض ملك له.

وأضاف أن الاحتلال يسّخر ميزانيات كبيرة لبلدية القدس ووزارة السياحة والآثار لتدعيم مخططات جذب ملايين السياح سنويا وتهويد القدس وجعلها عاصمة لليهود، مشيرا إلى تقدم الاحتلال في الجانب التقني وبراعته في التسويق السياحي على النمط الغربي.

وفي المقابل -يضيف غيث- تفتقر الجامعات الفلسطينية إلى تخصصات تدّرس السياحة بشكل علمي عميق، ما ينتج عنه نقص في الكفاءات وتخرّج طلاب عرب يتقنون الجانب التطبيقي فقط، ويتوجهون للعمل في الفنادق الإسرائيلية نظرا لارتفاع الراتب، الأمر الذي يستلزم تكاتفا مؤسساتيا وفرديا لإنقاذ السياحة في مدينة القدس.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى