المقالات

المشهد اليمني .. أمريكا تلعب بالعرب

ثلاث إداارت أمريكية متعاقبة خلال قرابة 20 سنة تتلاعب بمشاعر العرب وحكامهم باسم محاربة إيران وهو الأمر الذي لايتعدى تصريحات إعلامية مبهرجة تلاقي انتشاراً واسعاً أوساك وسائل الإعلام في الوقت الذي تتمدد فيه إيران في دول العرب فعلياً.

تستغل الإدارات الأمريكية فور انتخاباتها المتعاقبة بالتصريحات النارية ضد إيران والتهديد باستخدام القوة لمايشبه تخدير العقل العربي لابتزاز المال والنفط الوافر في دول المنطقة خصوصاً الخليجية .
كانت أولى تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق ” بوش الإبن ” بالتهديد باستخدام القوة ضد إيران في 13 أغسطس 2005 .

قال ” بو ش ” حينها ” أنه لايستبعد اللجوء الى القوة ضد ايران بعد قرارها استئناف نشاط تحويل اليورانيوم المشارك في الصناعة النووية .

لم يمض على تصريحات ” بوش ” سوى ” أشهر قليلة لتعلن فيها إيران النجاح في تخصيب اليورانيوم وصناعة الرؤوس النووية , حين لم يتحرك العرب سوى الاستماع إلى تصريحات ” بوش ” التخديرية .
في 24 يونيو 2008 وهو تاريخ ترشيح الرئيس الأمريكي السابق ” باراك أوباما ” هدد ” أوباما ” على غرار رئيسه السابق التلويح باستخدام القوة ضد إيران .

وقال ” أوباما ” حينها ” أن كل الخيارات بما فيها الخيارات العسكرية ستبقى متاحة لمنع إيران من حيازة السلاح النووي، لكنه اعتبر أن ضربة جوية لن تكفي لتسوية هذه المسألة.

وأضاف حينذاك ” إيران بلد كبير، ولقد وزعوا منشآتهم النووية بطريقة لا يمكن أن تؤدي ضربات جوية إلى تسوية نهائية من دون عقبات كما فعلت إسرائيل مع التهديد النووي العراقي”.

وكان المرشح الديمقراطي يشير في ذلك إلى قصف تل أبيب ما وصف بمفاعل نووي عراقي عام 1981.

عقوبات قاسية داعياً حينها إلى فرض “سياسة متشددة على إيران تترافق مع عقوبات قاسية تحمل الإيرانيين على إعادة النظر في حساباتهم”حسب تصريحه .

كانت تلك التصريحات جرعة تخدير أخرى تلقاها العرب من الرئيس الأمريكي الجديد في الوقت الذي كانت فيه إيران تعد العدة لاستكمال السيطرة على المدن العراقية التي انسحبت منها القوات الأمريكية إضافة إلى تزويد مليشيات ” حزب الله ” في لبنان بالأسلحة المتنوعة بينها صواريخ سكود وأخرى حرارية .

ظل ” أوباما ” يهدد ويرعد ضد إيران لأكثر من 7 سنوات في الوقت الذي وصلت فيه إيران إلى العراق وسوريا ولبنان وتعلن فيه إيران في 22 / سبتمبر / 2014 أن صنعاء أصبحت رابع عاصمة عربية تابعة لها وهو تاريخ سقوط صنعاء بيد الحوثيين الممولين من إيران .

بعد إعلان إيران إسقاط أربع عواصم عربية بأشهر أعلنت إدارة ” أوباما ” إبرام اتفاقاً نووياً مع إيران لينهي كل الأحلام التي رأها العرب في خطاباته السابقة .

في إدارة ” ترامب ” لن يتغير الوضع ولن تدخل أمريكا في حرب مع إيران فالتمدد الإيراني هو الوضع الذي يتمناه ” ترامب ” بالقضاء على الإسلام السني الذي يصفه ” ترامب ” بالإرهاب .

جرعة ” ترامب ” من التهديد الجديد ربما جاءت أسخف من الجرع السابقة حيث أن تصريحات “بوش ” و ” أوباما ” كانت ربما أقوى في تصريحات تلفزيونية ومؤتمرات صحفية أما ” ترامب ” فلاتتعدى تهديداته لإيران سوى تغريدات على ” تويتر .

 

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى