المقالات

قيمة المرأة في الإسلام :

مقالـ : حسن محمد السومحي
الرجال قوامون على النساء،وعليهم تقع مسؤولية إنشاء،وتكوين الأسرة المسلمة..((كلكم راع،وكلكم مسؤول عن رعيته))..عباد الله وأناأتحدث اليوم عن المرأةالمسلمة أتخيل تلك الصحابية التي جاءت إلى النبي وقالت له : يارسول الله ، إن الرجال يحضرون معك يـوم (الجمعة) والجماعة للصلاة فاجعل لنا مـن نفسك يوماً يارسـول الله، فجعل لهن يوم الإثنين..

إن الذي يدعونا للحديث عن المرأة المسلمة عدة أمورومنها: كثرة الـفـتـن التي مدخلها النساء..لقـد حذرالرسـول منهـن فقال عليه الصلاة والسـلام: (( اتـقـوا الـدنيا واتقوا النساء ، فـإن أكثرفتنة بني إسرائيل في النساء))..وقال أيضاً: ((عرضت علي النار، فإذا أكثر أهلها النساء!)) ، قيل:يارسول الله ، مابال النساء؟،.أوقالت إحداهن: يـارسول الله مابال النساء ؟! فقال عليه الصـلاة والسـلام :((يكرهن العشير،ويكثرن اللعن)) والعشيرهوالزوج،ثم قال أيضاً ((لوأحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رأت منك شيئاً قالت : مارأيت منك معـروفاً قط))،أوكما قال عليه الصلاة والسلام.وقال أيضا:((أخـوف ماأخاف على أمتي النساء)) . ويقـول أيضاً : ((ما تركت فتنة هي أضرعلى الرجال من النساء))..ولـقـد أخـرج هذيـن الـحـديثيـن في الصحيـيـن (البخاري ومسلم) من حديث (أسامة بن زيد)..

ومـن الأمورالتي تـدعـونا للحديث عـن المرأة المسلمة،تقصيـرنا دعاة وعلماءوطلبة علم وأولياء أمور في جانب المرأة،وفي الجانـب الآخرهناك (مؤامرات) ، ودعـوات مغرضة وزائفة تحـيـط بـالمرأة المسلمة ، يبثها أعـداء الله والـرسـول مـن النافقيـن والمرجـفـيـن في الأرض الـذين يـفـسـدون في الأرض ولايصلحون !.يدعـون إلى ما يسمى بحرية المرأة،ويدندنون على هذا الوتـر،ثم يقولون:(أن المرأة المسلمة مظلمة،وأنها شـق معطل،ورئة مهملة)..كبرت كلمة تخـرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً،قاتلهم الله..

هـؤلاء هـم أعـداء المرأة وقتلتها،ولايريـدون إلا أن تكون المرأة جسـداً مشاعاً يفـتـرسه ذئـاب الأرض..يـريدون مـن المراة أن تخلع جلبابها وحياءها وشرفها وعفتها وكرامتها،ويريدون للمرأة الـدمـار والعار في الدنيا والآخـرة..((والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهـوات أن تميلوا ميلاً عظيما)),الآية السابعة والعشـرون من سورة النساء..لقد حفظ الإسلام المرأة،وصانها،وهـوالذي شرف المرأة وكرمها ، ولايوجـد تشريع في الأرض والعـالـم الـذي نعيشه أعطى حقوقاً للمرأة مثل تشريع الإسلام..

كانت المرأة قبل الإسلام سقط متاع يعيربه الرجل ، ((وإذابشـر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسـوداً وهوكظيم (58) يتوارى من القوم مـن سوء مابشربه أيمسكه عـلى هـون أم يدسه في الـتـراب ألا ساء مايحكمون))،(59)..ولقد كانت المرأة في الجاهلية توأد وتقتل وهي حية ليس لها كيان ولاوزن ولاقيمة ولا حتى إنسانية،فـجـاء الإسلام وجعلها إنسانة لها شأنها في المجتمع،فهي تمثل نصف الأمة،بـل تلد النصف الآخر،إذن هي أمة كاملة..

لقد حفـظ الإسلام المرأة أماً كانـت أوزوجة،بنتاً كانت أوأختاً،وإن الناظـر في (كتاب الله) وسنة رسوله يـرى صوراً مـن التكريـم التي أحاطها الإسلام بالمرأة،فاستمع إلي يا(عبدالله)ويا(أمة)الله إلى بعض هذه الصور: لـقـد ورد في (الصحيحين) أن رجـلاً سأل النبي قائلا : يارسـول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟!قال:(أمك)ثم قال:ثم مـن؟قال:(أمك) قال:ثـم مـن؟.قال (أمك).قال:ثم مـن؟.قال:)أبوك)..ويـأتي رجل آخر إلى رسـول الله،صى الله عليه وسلـم،كما ورد فـي السنـن،وصحـيـح (مسلم) قائلاً:يارسول الله جئت أبايعك على الجهاد والهجرة،وتركت أبوي يبكيان !! فقال له الرسول:((ارجع إليهما ففيهما جاهـد))..وفي رواية أخرى ((ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما))..وهـذا ايضا رسول الله قائلا لعباد الله المتقين:((استوصوا بالنساء خيراً))،ويقول أيضا،عليه الصلاة والسـلام:((أكمل المؤمنيـن إيماناً أحسنهم خلقاً،و خياركم خياركم لنسائهم))،وفي رواية أخرى ((وأنا خيركم لأهلي)) وعند (مسلم) من حديث أنس عن النبي أنه قال:((مـن عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهوكهاتين)) وضم اصبعيه السبابة و الوسطى،والمقصود بالجاريتين البنتان..

هكذا،أخوة الإسلام، كرم دينناالحنيف المرأة،وجعل منها جوهرة مصونة،يسعى الرجل لخدمتهاوحمايتها،أمافي مايسمى بالغرب فهي إن كانت عجوزاً تجدها في (الملاجئ) أوفي دورالعجـزة والمسنيـن أما إن كانت شابة فهي في (المعامل والمصانع) تبيع أنوثتها وعفتها وطهارتها وحياءها وشـرفها..فأي حـرية هذه؟!.وأي حياة تلك؟!.إنه والله إذلال للمرأة ، وفسخ لفطرتها التي فطرها (الله) تعالى عليها..

ولقداعترف(الغرب)أنفسهم بهذه الحقيقة المشرقةالواضحة للعـيان تقول إحدى الكاتبات الغربيات:لئن يشتغل بناتنا في البيوت (خوادم) خير،وأخـف بـلاء مـن اشتغالهن بالمعامل،حيث تصبح المرأة ملوثة بأدران تذهـب برونـق حياتها إلى الأبد،ثم تقول أيضاً:ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين ، فيهاالحشمة والعفاف والطهارة . فإذا علم كل ذلك من الغرب ، فإن على المرأة المسلمة أن تعتزبإسلامها وإيمانها ، و بحجابها وبيتها ، ففي كل ذلك عزتها وكرامتها..

انظـروا أيها (المتقـون) المؤمنون بالله ورسوله واستمعـوا بآذان صاغية لهذا المشهدالذي أصبح عرضيافي زماننا هذا الذي نعيشه.. يقول(ابن العربي المالكي)رحمه الله تعالى في كتاب (أحكام القرآن) عـند الآية التي تقول : ((وقـرن في بيوتكن…))،(ولقـد دخلت ضيفا عـلى ألف قرية ، فما رأيـت نساء أصون عيالا،ولا أعـف نساء من نساء نابلس،فإني أقمت فيها شهـرا،فما رأيت امرأة في طريق نهارا إلا يوم (الجمعة) فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجدمنهن ، فإذا قضيت الصلاة وانقلبـن إلى منازلهن،لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخـرى , وسائرالقـرى تـرى نساءها متبرجـات بـزينة وغفلة ، متفـرقـات في كل فتنة ، وقـد رأيت في (المسجـد الأقصى) عفائف ماخرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه)..

على (المرأة المسلمة) أن تـجـعـل مـن النساء المؤمنات القانتات العابدات الحافظات قدوة لها ، وعليها أن تقتدي بـ (خديجة وعائشة وأسماء وأم سليم)،وأمثالهن من المؤمنات القانتات الحافظات.. (سارة بنت هاران) زوجة (إبراهيم) عليه السلام امرأة عابدة مؤمنة مخلصةحافظة لله،عزوجل، حفظت الله،فحفظها..ذهـب سيدناإبراهيم عليه السلام،مع(سارة)إلى(مصر)وكان يوجـد فيها ملك طاغـية مـن الطغاة،فاجرمن الفجرة.كان يغتصب النساءغصباً،فاغتصب (سارة) من(إبراهيم)،فلما دخل عليها،اعتصمت بالله ، وأسلمت قلبها له ، ثم سألت الله أن يعصمهامن هذاالفاجر،فلما اقترب منها الملك استعاذت بالله منه ، ودعت عليه ، فاستجاب الله لدعائها ، فخُسفـت رجليه في الأرض،ومااستطاع أن يقرب منها،فرفع عنها،ثم اقـتـرب منها ثانية فأعادت الدعاء الأول،فخُسفت رجليه ثانية،ومااستطاع أن يمسها،ثم رفع عنها،وحـاول الثالثة،فحدث له نفس الأمر، ثم ابتعد عنها وقال: (إنما قربتم شيطاناً خذوها) ، فذهبت بعد أن أعطاها الملك جارية.. عادت إلى زوجها(إبراهيم)،عليه السلام،وقالت له:(كفانا الله الفاجر) وأخدمنا جارية..((فالله خيرٌحافظاً وهوأرحم الراحمين))..هذا درسٌ للنساء،فمن اعتصمت بالله وحفظته،جـل جـلاله وعظمت قدرته،فإن الله يحفظها،ويحمي عرضها وشرفها،ويدافع عنها.وهذه أم المؤمنين (عائشة)،رضي الله عنهاوأرضاها،لما حفظت الله،حفظها ودافع عن عرضها،وبرأساحتها،وأنزل براءتهامن فوق سبع سماوات في آيات تتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
ومـن النساء المؤمنات القانتات (هـاجـر) زوجة (إبـراهـيم)،عليه السلام،وهي أم سيدنا (اسماعـيل)،عليه السلام،امرأة مؤمنة موحدة, تتعـلم منها الـمـرأة المسلمة الثقة بالله والتوكل عليه،سبحانه وتعالى، والصبرفي سبيله ومرضاته..خرجـت (هاجر) مع زوجها (إبراهيم) إلى (مكة) وقـد كانت صحـراء قاحلة لاماء ولاشجرولاكلأ،ولاناس ولاحياة..تـركها (إبراهيـم) في الصحراء هي ، وابنها (إسماعـيـل)، فقالت له:(ياإبراهـيم) إلى مـن تكلنا؟!).قال (إبراهيم) إلى الله)،قالت: (أمرك الله؟)، قال:) نعم)،قالت:)إذن لايضيعنا الله)..

هذه (خديجة) بـنـت (خويلد)،رضي الله عـنها،زوجة المصطفـى، عليه الصلاة والسلام،وأم المؤمنين،وسيدة من نساء أهل الجنة..أول من آمن بالرسول،ونصرته بنفسها،ومالها وكل ماتملك،فكانـت مثالاً للمرأة المؤمنة الصادقة الوفية التي تقف مع الزوج وقت الأزمات و الشدائد،فماذا كان جزاؤها؟!.بشرهاالله ورسوله ببيت في الجنة وهي مازالت تمشي على وجه هذه الأرض..ولقد جاء في (صحيح مسلم) من حديث(أبي هريرة)أن(جبريل)أتى الرسول،عليه الصلاة والسلام فـقـال : ((هـذه خديجة قـد أتتك بطعام ، فأخـبـرها بأن الله يسلم على خديجة)),..لا إله إلا الله ماأعظم هذه المكانة،وماأعظم هذا الشرف! الله سبحانه وتعالى رب السماوات والأرض يسلم على خديجة ؟! ثم قال عليه الصلاة والسلام : ((وبشرها ببيت في الجنة مـن قصب،لا نصب فيه ولا وصب)) أوكما قال ،عليه الصلاة والسلام..

(أم سليم)،رضي الله عنها،امرأة داعية إلى الله،عزوجل،جاء إليها (أبوطلحه الأنصاري) بعـد أن مـات زوجها (مالك) ، طالباً خطبتها وكان مشركا،فقالت له : (أنت مشرك)،وإذا أردت الزواج مني أسلم وسوف يكون إسلامك مهراًلي)،فماكان من(أبي طلحه الانصاري)، إلا أن شهدأن لاإله إلا الله وأن محمداًرسول الله،فأصبحـت زوجة له بعدأن دفع مهرها الغالي،وكان هذا( المهر) أكرم مهر،وأعزمهرفي الإسلام!.وكان إيمان (أم سليم) ودعـوتها الى الله الواحد الديّـان ثمنا لـروحها في الجنة ، يقـول رسولنا ، صلى الله عـليه وسلم ، كما في (صحيح مسلـم): ((بينما أنـا في الجنة وإذا أنا بـ (الرميصاء) امراة أبي طلحة في الجنة))..

وأما البذل والتضحية والفداء والعطاء،فحدث ولا حرج.هذه (هند بنت عمرو بن حرام) جاءها نبأ استشهادزوجها (عمروبن الجموح) في غـزوة (أحـد)،فماذا قالت؟ : (أين رسول الله)؟،ثم جاءها نبأ وفاة ابنها (خلاد بن عمروبن الجموح) ، فقالت : (أيـن رسول الله) ؟، ثم جاءها نبأ وفاة أخيها (عبدالله بن عمروبن حرام)،فقالت:(أين رسول الله) ؟، فلما رأت الحبيب المصطفـى تسـاقـطـت منها دموع المحـبة الصادقة لله ورسوله،ودموع الفرح ثم قالت:(كل مصيبة تهون بعدك يارسول الله)!..

أما(الخنساء)،فخبرها غريب ونبأهاعجيب!!مات أخوها (صخر) قبل أن تسلم ، فحزنت وبكت عليه سنين طويلة ، لبست الصـوف،و الخشن من الثياب ورثته برثاء يعد من عيون الشعرالجاهلي ، ولكن عندماأسلمت قدمت أبناءهاالأربعة إلى معركة (القادسية)،فاستشهدوا جميعا في سبيـل الله،ولما جاءها خـبـراستشهادهم،ماذا فعلت؟ّ! ومـن المعلوم أن الابن أغلى من الأخ،حينها قالت:(الحمد لله الـذي شرفني باستشهـادهم في سبيل الله،وأرجومن الله أن يجمعـني بهم في مستقر رحمته)!..

أخـوة الإسلام هذه نماذج مشرقة وصـفـحـات مضيئة في تـاريـخ المرأة المسلمة،وينبغي أن تكون هذه النماذج أسـوة وقدوة لكل امرأة مسلمة تـرجـوالله والـدارالآخـرة ، ونسـأل الله تعالى أن يـهـدي نساء المسلمين،وأن يأخذ بنواصيهـن إلى الـبـروالتقوى،وأن يزينهن بزينة الإيمان،والعمل الصالح…

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى