المقالات

التعصب الرياضي !

أ. شائع عوض بن وبر

تحدثنا في مقال سابق عن التعصب السياسي و ما يترتب عليه من عواقب وخيمة تنخر في مجتمعنا اليمني بشكل عام و الحضرمي بشكل خاص .
و في هذا المقال سنسلط الضوء على شكل من أشكال التعصب لا يختلف عن سابقه من حيث نفس العواقب ولا سيما أن الرياضة تعتبر ركنا أساسيا في رص النسيج المجتمعي , كيف لا و هي فن و أخلاق و متعة .

فلو أخذنا التعصب الرياضي من زاوية كرة القدم و هي الأكثر شعبية و ممارسة في مجتمعنا لوجدنا التعصب يعصف بغالبية الأندية و الفرق التي خرجت عن الإطار الفني و التنظيمي و الأخلاقي لهذه اللعبة , فتارة تتراشق بالألفاظ فيما بينها و تارة أخرى بالتهجم الجسدي و اللفظي لحكم المباراة أو مساعديه الذين يعتبرون المستهدفين و الضحية الأكبر في كل المسابقات الرياضية لأسباب ربما تكون صحيحة من وجهة نظر الطرف المزعوم ظلمه و لكن لابد أن ندرك في النهاية أنهم بشر مخطئون و سيخطئون وما نراه في المباريات العالمية و النهائية من ظلم لبعض الأندية و المنتخبات خير دليل على أن الخطأ وارد فما بال حكامنا المحليين الذين يفتقرون الخبرات و الدورات الكافية . ولكني لا ابرر أخطاء الحكام التي قد تكون أحيانا مفرطة لذا يتوجب المتابعة و التعرف على قوانين اللعبة حتى لا يحدث شيئ من هذا اللغط .

ولكن في اعتقادي أن أسوأ ما في التعصب الرياضي أن تسود لغة البنادق ملاعبنا و تتحول من لعبة عادلة و ممتعة إلى لعبة مزعجة تشوّه من سمعة الرياضة في مجتمعنا المعروف بسماحته و أخلاقه العالية .

في الأخير أنا لا استهدف ناديا أو فريقا بذاته , فاغلب الفرق و الأندية سواء محليا و دوليا قد وقعت في شباك الشغب وهذا ما نشاهده يوميا في القنوات الرياضية وما حصل من قتل لجمهور الاهلي المصري ليس ببعيد , بقدر ما هي ظاهرة مقيتة لابد من التحدث عنها و نبذها حتى لا تستفحل في مجتمعنا الغالي على قلوبنا .

ودمتم في رعاية الله

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى