المقالات

هنيئاً لأبناء وادي حضرموت .. هذا العشق الرياضي الراقي

في ظل الحرب التي تعيشها اليمن والتي عكست نفسها سلباً على البلاد والعباد.. ضغوط نفسية لا تشجع على حضور المباريات .. غلاء أسعار نتج عنه ظروف معيشية تلقي بظلالها على الجميع  جراء تلك الأحداث، وفوق كل هذا وذاك أبى أبناء وادي حضرموت إلاّ أن يثبتوا بأنهم أصحاب عشق كروي لا يبارى .. الزمان عصر يوم الجمعة 21/4/2017م، المكان الإستاد الرياضي بمدينة سيئون .. الحدث مباراة جمعت ناديي السلام بالغرفة والوحدة بتريم، لتحديد بطل الوادي انتهت بفوز السلام بهدفين نظيفين وبهذا الفوز أعلن السلام استحقاقه كبطل الوادي وممثلاً له ليتقابل في مباراة نهائية مع شعب حضرموت لتحديد بطل كأس حضرموت .  
       طبعا لن أتكلم عن مجريات المباريات أو تفاصيلها الفنية ولكن هنا أقف وأعلنها مدوية ودون تعصب: أن أبناء وادي حضرموت خطفوا أنظار المتابعين بحضورهم مباراة كرة قدم وبهذه الأعداد الهائلة وفي هذه الظروف بالذات ولاسيما أبناء مدينة تريم وضواحيها ثاني أكبر مدينة بالوادي فما بال لو كانت البلد مستقرة آمنة شغلوا نصف مدرجات استاد سيئون حسب تقديرات المهتمين .
       استاد سيئون الرياضي مشروع حيوي ويعتبر من أكبر ملاعب الجمهورية من حيث السعة حيث يتسع لـ  (35-40) ألف متفرج، ورغم عدم اكتمال بنائه إلاّ أنه تم فتحه بشكل أولي بعد مسح أرضية ملعب كرة القدم بجهود من مدير الشباب والرياضة بالوادي وفرع الاتحاد وبدعم من قيادة السلطة بالوادي للاستفادة منه .
      بني حسب مواصفات عالمية ومن أهمها المساحات الملحقة – مثلما هو حاصل بالملاعب العالمية – له كمواقف سيارات وخدمات أخرى ولكن ثقافة النهب للأراضي التي مارسها المواليين للنظام السابق استقطعوا الكثير من تلك المساحات التابعة للاستاد لصرفها لحمران العيون المخلصين لذلك النظام وعلى رأسهم الحضرمي رئيس حكومة الحزب الحاكم الأسبق، – شفاه الله – الذي له نظريات شهيرة في مناصرته للفساد ومنها نظريته التي قالها أمام الملأ بوقاحة مفادها ( من لم يستفيد ويكون نفسه من حكم علي عبد الله صالح فلن يكون نفسه مستقبلاً !!! )، ونظرية ( الفساد ملح الديمقراطية ) .
       بالفعل اُخذت المساحات وخاصة الشرقية للملعب لتخطيطها لبناء عمارات خاصة لذلك المسؤل ولغيره من المتنفذين من رفقاء الدرب !!، والولاء عندهم مقابل العطاء!!  لذا أصبح المساحة المتبقية لا تكفي كمواقف وخدمات أخرى لاستاد سيئون فهو محيط بالعمارات، حتى أن تلك المساحات امتلأت بالسيارات بشكل لايتصور وكذا الدراجات النارية التي تتميز بها مناطق الوادي وادي حضرموت وسيئون خاصة . 
       إن مثل هذا الحضور الكبير المتميز وفي هذه الظروف يدل على أن أبناء وادي حضرموت يتمتعون بحس رياضي فريد حتى في أحلك الظروف، جدير ذكره أن النشاط الرياضي بالوادي ولاسيما كرة القدم كان مفعَّلاً خلال السنوات الماضية العصيبة ولازال .. والسؤال هنا لما هجر شباب مدن ومناطق ساحل حضرموت ملاعب كرة القدم هل وجدوا البديل المفيد !!، مع أن معاناة أبناء حضرموت واحدة والساحل تاريخه الرياضي أفضل بكثير من الوادي ؟!! سؤال مطلوب الإجابة عليه وهنا مربط الفرس !! .
       فهنيئاً لأبناء الوادي هذا العشق الرياضي الراقي .. كما نزف أجمل التهاني لأبناء منطقة الغرفة ولأبناء مديرية سيئون والوادي عامة لهذا الانجاز ونتمنى له التوفيق في المباراة النهائية .. وللحديث بقية في : ” لو تبنيت يوما حضرمياً .. لجاءك نجما ضمن اللاعبينَ !!
” بقلم سعيد بن زيلع

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى