المقالات

خيقي بيقي

 صدى الوادي / بقلم – محمد سالم قطنمحمد سالم قطن

على الرغم من استخدامنا اليومي للعديد من الكلمات والعبارات والأمثال الشعبية في كلامنا الدارج . إلا أننا أعتدنا إهمال هذه الكلمات والعبارات والأمثال حين نمارس الكتابة أو الحديث بالعربية الفصحى.
والسبب وراء تجنبنا استخدام هذه الألفاظ ، هو اعتقادنا بأنها غير فصيحة . وهذا اعتقاد خاطئ ، إذ يؤكد العارفون بأنّ ثلاثة أرباع الألفاظ الدارجة في لهجتنا الحضرمية ، هي ألفاظ لكلمات عربية أصيلة فصيحة.
وأؤكد هنا، بأنّ استخدام مثل هذه الألفاظ في الكتابة ، يُعَدُ أمراً مقبولاً وأقرب رحماً للعربية الحقة من محاولة الكتابة بعبارات منمقة ، مليئة بالأخطاء النحوية التي يصبح فيها الفاعل منصوبا والمفعول به مرفوعاً ورفع المجرور وعدم التمييز بين المبتدأ والخبر؛ أي على غرار مانتجرعه يومياً من غثاء على صفحات (الانترنت) .
أما ( الخيقي بيقي) فهما لفظان في لهجتنا الدراجة يجري عبرهما وصف الحالة التي تختلط فيها الأمور، فيلتصق الحابل بالنابل، ويتساوى الغث مع السمين  وتغتبش فيها الرؤية أمام الناظرين ، ففتحة المدخل هي نفسها فتحة المخرج ،إن لم تكن أوسع منها .
ونتيجةً لعدم استيعاب الكثيرين من المشتغلين بالعلوم الإدارية والاجتماعية والقانونية لتعثرات تطبيق العدد الكبير من نظريات هذه العلوم ومبادئها. خاصةً ، مع استعصاء الكثير من الظواهر والمظاهر التي نعانيها في بلادنا هذه الأيام ، على الفهم . فقد اقترح البعض من أهل الدراية منهم ، أن يتم استخدام هذه المقولات الشعبية الدارجة على شاكلة :– ( خيقي بيقي) و ( كل عود يصلح قليد) و ( عنفطي وإلا خشعتش) و ( حنوا له غلب مايحني) وغيرها الكثير، لكي تصبح عناوينا مستجدة لتقنيات إدارية جديدة استدعتها ظروف الظواهر الجديدة ، وأفرزتها أحوال الغثاء الذي نعانيه . وقديماً قالت العرب :- الحاجة أم الاختراع.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى