المقالات

السعادة “ما تقوم الا على ثلاث” :

بقلم  م/ محمود الكثيري

4

 

يسعى الإنسان في حياته ومن خلال جميع أفعاله صغيرة كانت أم كبيرة واعية أم غير واعية إلى الحصول على شيء واحد فقط يعد الغاية القصوى لديه وهو “السعادة” ، وللأسف فإن الإنسان غالباً ما يحول هذا السعي المضني إلى تعاسة وينسى أن التعاسة للأسف لا يمكن أن تجلب السعادة وينسى أيضاً قول القائل إذا أردت طريق السعادة “فالسعادة هي الطريق”.
هنا أذكر ثلاثة أشياء أو بالأحرى “أحجار” في اعتقادي لا تقوم السعادة إلا عليها وطبعاً بعد طاعة الله سبحانه وتعالى وهي كما الآتي :
الحجر الأول : الحب :
عندما يتوه الإنسان في غمرة الحب وأولها حب الله تعالى وذلك باستشعار كمية الدفئ الموجودة في كل ما جعل الله وفي القرآن الكريم الذي يسعى بكل ما أوتي من آيات إلى إنقاذ الإنسان من “الشقاء” سيشعر بالرحمة العظيمة التي تغرق الكون من حوله وسينير قلبه بأعظم مصادر السعادة وأقواها وبالحب لله والطمأنينة المطلقة.
وحب الناس كذلك وأولهم حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لحرف واحد فقط من سيرته العطرة تتسابق نبضات الحب لتنبض بأعظم الحب له، وكذلك بقية الناس من حولنا والذين لحبهم حكاية أخرى تخبر بأن حب الناس يعود على صاحبه بالنفع قبل غيره، فقد أسفرت الدراسات الأخيرة عن أن طاقة السعادة المتولدة عن الحب تتضاعف بمجرد إطلاقها فعندما يرسل الإنسان لإنسان آخر طاقة حب مقدارها مثلاً 0.2 “هرتز” فإنها تصل إلى الآخر بمقدار 0.3 “هرتز” وعندما يعيدها للشخص الأول تعود بمقدار 0.6 “هرتز” وهكذا حتى يعيش الجميع في سعادة غامرة جدا بعيشهم بـ “الحب”.
الحجر الثاني : التواضع :
وهو الوعي بالحقيقة وعدم التماهي والتماشي مع أي شيء جعلته الظروف جزءا من حياتنا أو بالأحرى نحن “الوهمية”. التواضع هو العودة إلى البراءة وإلى الإنسان في داخلنا بتجردنا من أي صفة أو ملكية تميزنا عن اخينا الإنسان، هو أن ترى الناس أنت، وأن تملك القدرة على أن تلاحظ نفسك عندما ينزعك الشيطان إلى أن تستكبر على من حولك، هو أن نتسامح أن نسلم أن نفرح لأخينا الإنسان لأنه مثلنا يعد وحدة من نسيج الإسلام والإنسانية.
الحجر الثالث: الإنجاز:
هو ذلك الإشتعال الذي يحصل لرأس عود الكبريت بعد أن يبذل مجهوداً قليلاً على كرتونته، ذلك الإحساس بالإنتشاء الذي يتقمص دور حاتم الطائي بكرمه ورحابته للدنيا عندما يحصل، والذي مهما كان صغيراً كان سحره هو نفسه لا يتغير. لذلك فإننا عندما نضع أمامنا أي هدف و “ننجزه” قبل أن ننتقل لهدف آخر مهما كان بسيطاً كزيارتنا لصديق مثلاً أو الذهاب إلى نزهة حتى فإننا سنحصل على طاقة سعادة رائعة وتتولد بسهولة بمجرد الإنجاز فقط.

وكما قال تولستوي : إننا نبحث عن السعادة غالباً وهي قريبة منا كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا. فالسعادة دائماً موجودة في متناولنا والحصول عليها سهل جداً ولا يحتاج منا الكثير على الإطلاق، وإذا حصلنا عليها فإنه يجب علينا أن نعيشها بكل ما أوتينا من حضور وتواجد ونتذكر في الوقت نفسه أن كل شيء ينقص إذا قسمناه على إثنين إلا السعادة فإنها تزيد.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى