أخبارحضرموتالمقالات

مقال..القات وعقوق الوالدين (قصص واقعية) :

صدى الوادي  / سعيد بن زيلع 

كثيرُ هم الشباب، الذين يقعون في معصية الوالدين وعقوقهما نتيجة تعاطيهم القات، كون أهلهم غير راضين عنهم ولو أنهم لا يعلمون بهم، لأن تعاطي القات يجعل ضحيته غير مبالٍِ بسخط الوالدين أو عدم رضاهما وهذه وقائع حية تؤكد ذلك:

– قصة واقعية حصلت لطالب في إحدى مدن وادي حضرموت، عمره سبع عشر سنة، يحكيها لي وكيل مدرسة ثانوية قبل أكثر من خمس سنوات يقول:  كان ذلك الطالب يدرس بالصف الأول ثانوي بعد أن استدرجته شلّة إلى جلسات القات استجاب حتى أصبح مخزناً بامتياز، وسرعان ما غيّر القات أحواله حتى جعله حاداً في طبعه مع والده وكل من ينتقده، بل حاول ألاعتداء على والده وعمه عندما حاولا نصحه وتوبيخه .
استمر وتمادى هذا الشاب في غيه، ولما أحس الأب بان أبنه أصبح ميئوساً منه بحكم تعاطف أمه معه، حينها هان عليه العيش كرب بيت – غير قوامٍ لهذه الأسرة -، وقام بطلاق زوجته وتبرّأ من هذا الابن العاق وترك لهما البيت، وهنا تشتَّتّ هذه الأسرة، فما زاد هذا الشاب إلاّ ( إلاّ طغياناً وعقوقاً ونفوراً ) حتى أصبح يجاهر بتخزين القات أمام الناس وأمه تعطيه المال خوفاً من رد فعله .

        الناس مستاءون من فعل هذا الشاب لاسيما وهو يخزن القات في هذه المرحلة العمرية المبكرة، ويشتكونه لوالده ولكن هذا لأب يرد – وقلبه يعتصر دماً وحسرة على فلذة كبده – هذا ليس ابني !!، سؤال نوجهه للذين يدافعون أو يقللون من أمر القات.. ماذا يعني عندما يتعامل شاب في هذا السن المبكر مع والديه بهذه الصورة المؤسفة المخزية؟! ، أليس القات محطماً للقيم، ومغيراً لحالة متعاطيه وسبباً لعقوق والديه ؟!! بلى . 

       وكما أسلفنا سابقاً: أن مخزن القات بعد انقضاء نشوة التخزين، تنتابه كآبة وضجر وهموم وأرق وعصبية، يجعله يصب جام غضبه على أفراد أسرته وينكل بهم، بل ويحوِّل حياتهم إلى جحيم لاسيما لمن انتقده أو عاتبه ولو كان أقرب الناس له، وهذه واقعة تؤكد بالقرائن والبراهين حقيقة تبعات القات المؤلمة:

       ضمن برنامج ” فقه الحياة ” الذي يقدمه الدكتور/ طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري في إذاعة سيئون، ظهر كل أربعاء، وفي حلقة الأربعاء 14/1/2015م .. حكا أحد المستمعين المشاركين في هذه الحلقة هذه الواقعة قائلاً:

        أن شخصاً بعد انتهائه من تخزين القات، وبعدما دخل بيته حصل منه ما يغضب أمه الأمر الذي جعلها تترك البيت في منتصف الليل لعدم تحملها أفعاله المشينة، ثم قال ذلك المشارك: ( عسى أن يسمعنا ذلك الشاب وتؤنبه نفسه ويتوب )، فتأثر الدكتور المقدم للبرنامج كثيراً وسكت وبعد أن تنفس الصعداء هللَّ وأخذته العَبرة ثم قال: لقد فضلت تلك الأم المسكينة ظلمة الليل على ظلمة البيت . ا هـ  .. وا أسفاه !! .. ماذا بعد هذا يا من تدافعون عن القات وتنكرون هذه التبعات المؤلمة ؟! وما خفي داخل البيوت كان أعظم فالبيوت أسرار ..

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى