منوعات

مخاطر صحية جسيمة للإفراط في تناول الحلويات خلال العيد

يوشك شهر رمضان المبارك على الانقضاء، حيث تتبدل العادات الغذائية، فأنماط الحياة الصحية تتطلب العودة التدريجية وعدم الإفراط في وجبات الطعام لا سيما الأطعمة الدسمة، كما أنه ومع قرب حلول عيد الفطر المبارك، وما يزخر به من عادات غذائية قد تشكل خطراً عند الإفراط بها، خصوصاً الإكثار من تناول الحلويات بهذه المناسبة، أطباء في هيئة الصحة بدبي حذروا من مخاطر وتبعات هذه العادات على صحة الجسم وتكون الخطورة أشد لدى مرضى السكري والقلب والشرايين.

ونبهوا إلى أن التحول المفاجئ من الصيام إلى الإفطار وتأثير ذلك في الجهاز الهضمي والمعدة إذ إن العديد يعانون من عسر الهضم أو حموضة المعدة جراء تناول الطعام غير المناسب وبكمية غير مناسبة، إلى جانب أهمية الاستمرارية في النظام الغذائي السليم إلى ما بعد شهر رمضان لفقدان الوزن الزائد والمحافظة على الصحة من السمنة في حالة الإكثار من تناول حلويات وكعك العيد المشبع بالدهون والسكر والنشويات.

نمط مختلف

وقالت وفاء عايش مدير إدارة التغذية السريرية في هيئة الصحة بدبي: بعد انتهاء شهر رمضان يكون الصائم قد اعتاد على نمط غذائي مختلف، ونتيجة للصوم يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار في حين يفرز العصارات الهاضمة ويتهيأ لاستقبال الطعام وقت أذان المغرب، وفي أول أيام العيد ونتيجة للتغيير المفاجئ في مواعيد ونوعية الطعام المتناول يعاني الكثير من الناس من تلبك معوي وآلام في المعدة وانتفاخ أو إسهال، بالإضافة إلى حالات تسمم غذائية.

وحذرت من أن تناول الحلويات أو الوجبات الدسمة التي تحتوي على دهون وسكريات تسبب في تضاعف المخاطر الصحية بسبب الإفراط في تناولها لدى المصابين بداء السكري والسمنة مسببة ارتفاعاً في نسبة الدهون في الدم وأمراض القلب والشرايين لذا يجب الحذر من تناول كميات كبيرة من هذه الوجبات الدسمة والتدرج في تعويد المعدة على استقبال الطعام بعد شهر الصوم.

وأشارت الى أن الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة في أيام العيد، ودعت إلى تناول الطعام بصورة وجبات محددة حتى يتهيأ الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام في صورة وجبات، وتنظيم مواعيد تناول الطعام للمعدة وإعطاء الجهاز الهضمي فرصة القيام بوظائفه على نحو طبيعي.

وأوضحت أن الجهاز الهضمي يتفاجأ بعد صيام 30 يوماً، ودون سابق إنذار بالعادات الغذائية الخاطئة والتي يتبعها الكثير من الأمراض كالانتفاخات والتلبك المعوي، والإسهال والتسمم الغذائي، وينصح الأطباء بتقنين المسألة وتناول جرعات بسيطة ومحددة من حلويات العيد تخفيفاً على المعدة ولتجنب السمنة.

الفواكه بديلاً

وأضافت أن أفضل طريقة لمنع تناول الحلويات هو استبدالها بالفواكه لأن السكر الموجود في الفواكه يتم هضمه بصورة مختلفة عن سكر المائدة، كما أن الألياف المتوافرة في الفواكه تبطئ امتصاص السكر الموجود في الفواكه، ونوع السكر منخفض في مؤشر السكر فلا يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة كبيرة.

وبينت أن الإكثار والإفراط في تناول الحلويات من العادات الغذائية السيئة التي تؤدي إلى مشكلات صحية عديدة، من أبرزها السمنة التي تتفشى بشكل كبير، وتؤدي إلى الإصابة بأمراض صحية خطرة، في مقدمتها أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر.

التدخين

وشددت على ضرورة الالتزام بالعادات الغذائية الصحية، وممارسة التمارين الرياضية، للحصول على حياة صحية سليمة خالية من المشكلات والأخطار الصحية محذرة من مضار التدخين في صباح العيد أو شرب الشاي أو القهوة على معدة خاوية، ولافتة إلى ضرورة الإكثار من السوائل والمياه والابتعاد عن المشروبات الغازية التي تسبب في زيادة إفراز الماء في الجسم وفقده بسرعة.

وأكدت ضرورة أن يراعي الشخص كمية الطعام والنوعية فيفضل أن يبدأ الإفطار في أول أيام العيد بتناول كمية قليلة من الطعام تحتوي على الألياف، وأن لا يشرب كمية كبيرة من الماء والسوائل أثناء تناول الوجبات، ويقلل من تناول الأطعمة التي تهيج المعدة وتزيد من حموضتها كالمقالي والمعجنات وتلك التي تحتوي على بهارات وتوابل، وكذلك الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.

وشددت على ضرورة الالتزام بنظام غذائي معتدل وألا يزيد عدد الوجبات على ثلاث مع الإكثار من شرب السوائل والعصائر الطازجة، إضافة إلى التقليل من الحلويات والمكسرات لأنهما يزودان الجسم بطاقة كبيرة قد لا يحتاجها أحياناً، إضافة إلى تناول الطعام ببطء وتقطيع الأكل ومضغه بشكل جيد ليتسنى هضمه بسهولة.

تلبكات معوية

من جانبه، قال الدكتور محمد فرغلي، استشاري السكري والغدد الصم: إن صيام رمضان يعتبر مفيداً جداً لمرضى السكري من النوع الثاني ويساعد على تنظيم السكر بالدم وبالتالي على المرضى اتباع نفس النهج والابتعاد قدر الامكان عن المجاملات وعدم الإفراط في تناول الحلويات الغنية بالسكريات والدهون لأنها تؤدي الى رفع نسبة السكر في الدم وتتسبب في التلبكات المعوية وهذه ظاهرة تنتشر لدى مرضى السكري وغيرهم.

وناشد الدكتور فرغلي مرضى السكري من النوعين الأول المعتمدين على الأنسولين والنوع الثاني المعتمدين على الحبوب الفموية الالتزام بأخذ الجرعات المحددة لهم من قبل الأطباء، لافتاً إلى أن هناك اعتقاداً خاطئاً يتمثل في زيادة الجرعة الدوائية مقابل التهام ما لذ وطاب من الحلويات والوجبات الدسمة وهذا غير صحيح إطلاقاً.

وأوضح أن التغير المفاجئ في مواعيد وأساليب ونوعيات الطعام المتناول ينجم عنه عبء كبير في الجهاز الهضمي وبالتالي يجب التدرج في تعويد المعدة على البدء بكميات قليلة من الطعام وتصغير حجم الوجبات حتى تعتاد المعدة على استقبال الطعام ابتداء من صباح أول أيام العيد ولتجنب إرباك الجهاز الهضمي وإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وكاملة، ومن المفيد الالتزام بوجبات محددة وتنظيم مواعيد تناولها وتجنب الاستمرار في التقاط الطعام طوال اليوم كي تتاح للجهاز الهضمي فرصة القيام بوظائفه على نحو طبيعي.

وحذر من الإفراط في تناول الحلويات والوجبات الدسمة أيام العيد، مشيراً إلى أن معظم الحلويات يدخل في تصنيعها الدهون والسكريات بنسب عالية جداً، ويؤدي الإفراط في تناولها إلى إرباك الجهاز الهضمي وحدوث تلبكات معوية.

كما قد يؤدي إلى حدوث إسهال شديد مصحوب بالكثير من المخاطر الصحية الأخرى وتتضاعف المخاطر الصحية للإفراط في تناول الحلويات لدى المصابين بكل من داء السكري والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين.

وناشد أصحاب الأمراض المزمنة وتحديداً مرضى السكري الحذر من العادات الغذائية السيئة لتجنب حدوث ارتفاع في سكر الدم خلال أيام العيد وذلك بتناول الوجبات بناء على إرشادات اختصاصيي التغذية وتناول الأدوية أو الأنسولين حسب تعليمات الطبيب وعليهم عدم تناول النشويات بإفراط مثل الأرز والتمور حتى لا تؤدي إلى ارتفاع في مستوى سكر الدم، أما مرضى القلب فعليهم تقليل تناول الملح والدهون، وتجنب تناول وجبات كبيرة، ويفضل توزيع الوجبات اليومية إلى 6 وجبات صغيرة، إذ يمكن أن تؤدي الوجبات الكبيرة إلى إرهاق القلب.

وأضاف: بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم فعليهم تقليل الأطعمة المحتوية على الملح والدهون مثل المكسرات المالحة والبسكويت الهش والمخللات والأطعمة المدخنة وغيرها، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة المقلية وتناول وجبات صغيرة ومتعددة موزعة خلال اليوم، مع ممارسة رياضة المشي كعادة يومية وبالنسبة لمرضى قرحة المعدة فعليهم تقليل تناول الحلويات المركزة والأطعمة المحتوية على الفلافل والبهارات والموالح والمكسرات والصلصات الحارة والكافيين، وتناول الأدوية حسب إرشادات الطبيب.

أزمات قلبية

بدوره، قال الدكتور عبيد الجاسم، استشاري أمراض القلب إنه خلال شهر رمضان يعتاد الجسم على قدر معين من الطعام في أوقات محددة، ومع نهاية الشهر يكون قد اكتسب الجسم فوائد عدة منها خفض نسبة الدهون والهوموستين في الدم، إضافة إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول الحميد وخفض السكر وضغط الدم في الدم، وخفض الوزن أيضا مع الاقلال من معدل التدخين أو الامتناع الكلي عنه وما يتبع ذلك من انخفاض في نسبة حدوث الأزمات القلبية واضطرابات النبض وهبوط القلب والجلطات الدماغية، موضحة أنه ومع الاحتفال بعيد الفطر وما يصحبه من تناول مأكولات ذات قيمة سعرية عالية والتي ترتفع فيها نسبة الدسم والسكر، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن نسبة الإصابة بالأزمات القلبية تزداد إلى 4 أضعاف خلال ساعتين من تناول وجبة دسمة، حيث أن تناول مأكولات غنية بالدسم تزيد من نسبة الدهون الثلاثية في الدم.

وأضاف أن الوجبات الغنية بالدسم تؤدي إلى اختلال في وظيفة الغشاء المبطن للشرايين وتقلل قابليتها للتمدد، ففي حالة اصابة الشرايين بالتصلب ينتج عن هذا ارتفاع بضغط الدم والجلطات الدماغية والقلبية، كما انه من المعروف أن الطعام يزيد من هرمون النوربينفرين الذي يزيد من نبض القلب حيث يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم الأمر الذي قد يؤدي إلى شرخ في غطاء الترسبات بالشرايين وتجلط في الدم وانسداد تام في الشرايين، كذلك يسبب الجلطات القلبية والدماغية والوفاة المفاجئة، مشيراً إلى أن اضطرابات القلب ناتجة عن زيادة هرمون النوربينفرين حيث وجد أن نسبة 18% من مرض الذبذبة الأذنية تحدث بعد تناول وجبة طعام دسمة، كما انها تسرع نبضات القلب الذي يشكل عبئاً ومجهوداً زائداً على عضلة القلب لدى مرضى تصلب الشرايين والقلب، أيضاً مع الوجبات الغنية بالسكر والدسم ترتفع نسبة السكر في الدم وما يصحبه من ارتفاع هرمون الأنسولين الذي يؤثر على الغشاء المبطن للشرايين التي تغذي القلب ويقلل من القدرة التمددية للشرايين التاجية والدماغية الأمر الذي ينتج عنه الجلطات الدماغية والقلبية وارتفاع في ضغط الدم لمن يعاني من ضعف في عضلة القلب وهبوط القلب كما قد يؤدي إلى ارتشاح في الرئة وضيق شديد في التنفس وحالة هبوط حاد في القلب.

سعرات حرارية

وتابع الدكتور الجاسم: على مرضى القلب أخذ الحيطة والحذر ليس فقط حول نسبة السعرات الحرارية في الطعام، بل من حجم الوجبة لتجنب إصابة المرضى والأصحاء بالمتاعب، حيث ينصح بجعل رمضان نظاماً غذائياً يحتذى به لتعويد المعدة وعصارتها الهضمية على العمل في أوقات معينة، فمن الضروري جعل مواعيد الطعام متقاربة من مواعيد السحور والإفطار خلال أول يوم من العيد، إضافة إلى تجنب الاكثار من المأكولات الدسمة، ففي حالة عدم مراعاة هذا يؤدي الى الارتباك المعوي وارتفاع في ضغط الدم والسكر ونسبة الدهون في الدم، مما يشكل خطورة مباشرة على مرضى القلب، حيث ترتفع نسبة الإصابة بالذبحات والجلطات القلبية والدماغية واضطرابات النبض وهبوط القلب الذي يؤدي إلى الوفاة المفاجئة.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى