أخبارحضرموت

الحضارم ومتلازمة الطوابير

كتب / أكرم التميـــمي
الاثنين 2 سيتمبر 2024
تمر السنين وتتابع الأجيال، ولا يزال الحضارم يعانون من مشكلة الطوابير في كل متطلبات الحياة وأساسياتها.
تخيل أن تبدأ يومك من الصباح الباكر حتى المساء وأنت تتنقل من طابور إلى آخر، مرة للبترول، وأخرى للديزل، وثالثة للغاز، أو الثلج، أو الخبز المدعوم، وغيرها.
الطابور ليس مجرد انتظار، بل هو رمز للمعاناة، للإحباط، وللأمل الذي يتلاشى ببطء. ترى في أعين الحضارم نظرة كبرياء ممزوجة بالألم؛ فهم شعب عزيز النفس، يأبى أن يُذل أو ينكسر. لكن الواقع المعيشي القاسي الذي يفرض عليهم هذا الوضع يتركهم مرغمين على الوقوف في هذه الطوابير يوماً بعد يوم.
الحضارم يعيشون على أرض غنية بكل ما يمكن أن يجعلها جنة على الأرض. في حضرموت توجد ثروات متنوعة ترفد الاقتصاد، مثل النفط والغاز، والثروات الزراعية والسمكية، وأيضاً السياحة وغيرها.
لكن المشكلة ليست في ندرة الموارد أو قلة الحيلة، بل في غياب القيادة الحكيمة التي تعرف كيف تسخّر هذه الثروات لمصلحة الناس.
حضرموت، التي يمكن أن تكون منارة للتطور والنمو، لم تجد بعد من ينتشلها من هذا الواقع الأليم.
الحضارم الذين أثبتوا جدارتهم ونجاحهم في مختلف أنحاء العالم عندما هاجروا، يجدون أنفسهم في وطنهم أسرى لطوابير لا تنتهي! ارحموا الحضارم، وافتحوا لهم باب الأمل بغدٍ أفضل، غدٍ بلا طوابير، غدٍ يليق بما يملكونه من عزيمة وثروات.
المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى