أخبار اليمن

مليشيا الحوثي تُقاطع علاج فيروس كورونا قبل اكتشافه

قبل أن يُكتشف علاج محتمل لوباء فيروس كورونا المستجد covid-19 الذي يعصف بالعالم منذ ظهوره أواخر العام الماضي في الصين، تقف مليشيات الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- منفردة على النقيض حتى من الجماعات المشابهة لها فكرا وأيديولوجية وكهنوتية، تقف متربعة على قمّة الجهل والتخلف والعدمية بتسويق الأفكار الظلامية لعناصرها.

ففي سياق ما تقول إنها توعية بمخاطر فيروس كورونا، وسبل الوقاية منه بجملة من الإجراءات الاحترازية المتعلقة بالنظافة وآداب العطس والسعال والمخالطة الاجتماعية، لا تجد هذه الجماعة حرجاً في الإيغال أكثر في استغفال الرأى العام وتسويق أسطوانة مقاطعة البضائع الأمريكية – الإسرائيلية، في ذات المنشورات التوعوية بطرق الوقاية من كورونا.

ملصقات ومطويات ورقية باسم وزارة النقل التي يديرها القيادي الحوثي زكريا الشامي، وزعت على مواقف الباصات وسيارات الأجرة في صنعاء، وألصقت على زجاجات سيارات النقل الداخلي والمواقف العامة، لم تكتف بالتلويح ضمنيا بأسطوانة مقاطعة البضائع الأمريكية – الإسرائيلية فحسب، بل إنّها ذهبت إلى التأكيد بأن “مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وقاية من كل الأمراض”..!

حتى وهي تزعم توعية عناصرها بأساليب الوقاية من فيروس كورونا، وتحصينهم من مخاطر المرض، تعزز مليشيا الحوثي تضليل أتباعها وتمعن في تجهيلهم باستحضار أسطوانة المقاطعة باعتبارها هذه الكرّة وقاية ليس من فيروس كورونا فقط، وإنما “وقاية من كل الأمراض..!”.

جهل مركّب وغباء مستفحل

هكذا، إذاً، بكل بساطة واسترخاص لأرواح الناس..!، وهكذا يتجلى الجهل المركّب والغباء المستفحل داخل هذه الجماعة / الوباء في أبهى صوره، إنها تفسد حتى الهدف المنشود من منشوراتها التوعوية بخلاصة تقلل من خطورة الوباء، وتشكك في وجوده، وتلبسه عباءة البضائع الأمريكية الواجب مقاطعتها لتحقيق النصر ونيل الثواب والأجر العظيم – حسب مفاهيم ومنهاج الجماعة..!

“ولو أمريكا سبقت الصين إلى اكتشاف علاج فيروس كورونا.. هل نقاطع العلاج باعتباره بضائع أمريكية؟”، يقول عبدالله غالب -أحد ركاب الباص بعد قراءته الملصق التوعوي. فيرد سائق الباص بلهجة شعبية: “إنّا وانت بتصدّقهم.. قد عيالهم بيدرسوا في أمريكا.. وهم بيتعالجوا من حق أمريكا”.

ومن المقعد الخلفي للباص الأجرة يعلّق الشاب عبد القادر: “هم يخدعون أصحابهم بهذه الشعارات.. تتذكروا أنهم منعوا تداول العملة اليمنية الجديدة.. وهم يستخدمون الدولار حق أمريكا.!”.

وكانت مليشيا الحوثي اعتبرت فيروس كورونا المستجد، عملاً أمريكياً ممنهجاً ومقصوداً، يستهدف الصين ومن قالت إنها مجتمعات إسلامية، في إشارة إلى دولة إيران.

وفي خطاب سابق له اتهم عبدالملك الحوثي شركات “يمتلكها اللوبي الصهيوني في أمريكا”، بالعمل على نشر وباء كورونا، ومن ثم ابتكار “لقاح معين له بمبالغ مالية كبيرة جداً كي تحقق ربحاً مادياً”.

وقال الحوثي: “بعض الشركات الأمريكية عرف عنها أنها قد تنشر وباءً بعد أن تعد له لقاحًا، وبعد انتشاره تأتي لتبيعه بمبالغ كبيرة جدًا”.

ونقل الحوثي عن من وصفهم ببعض الخبراء في الحرب البيولوجية حديثهم “عن عمل الأمريكيين منذ سنوات على الاستفادة من فيروس كورونا والعمل على نشره في مجتمعات معينة”.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى