أخبار اليمن

اعتقالات في عمران بعد احتجاجات عمالية تطالب بإعادة تشغيل مصنع “أسمنت عمران”

في تصعيد جديد للتوترات العمالية بمحافظة عمران، أقدمت جماعة الحوثي خلال الأيام الماضية على تنفيذ حملة اعتقالات طالت العشرات من موظفي مصنع “أسمنت عمران”، وذلك قبيل مظاهرة كان من المزمع تنظيمها للمطالبة بإعادة تشغيل المصنع ودفع تعويضات للمتضررين.

وأكدت مصادر محلية أن الاعتقالات جاءت بتوجيهات من قيادات حوثية، من بينهم يحيى عطيفة المعيَّن رئيسًا لمؤسسة صناعة وتسويق الأسمنت، ونايف أبو خرشفة مدير أمن عمران، حيث تم مداهمة منازل الموظفين واعتقال نحو 28 منهم، بهدف منع الاحتجاجات التي كانت مقررة للتنديد بتجاهل الجماعة لمعاناتهم منذ خروج المصنع عن الخدمة مطلع مايو الماضي بعد تعرضه لغارات إسرائيلية.

وبحسب المصادر، عرضت الجماعة على بعض المعتقلين إطلاق سراحهم مقابل التوقيع على تعهد بعدم المشاركة في أي فعاليات احتجاجية مستقبلية، والمشاركة بدلاً من ذلك في أنشطة وفعاليات حوثية. كما اتهمت الجماعة عدداً من الموظفين بـ”التحريض”، وقامت بإحلال عناصر موالية لها مكانهم في الكادر الإداري والفني للمصنع.

وتحدث عدد من النشطاء وأسر المعتقلين عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها الجماعة، مؤكدين أن ما حدث يمثل سياسة ممنهجة للتضييق على العاملين وحرمانهم من مصدر رزقهم، وهو ما انعكس سلباً على أوضاعهم المعيشية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

ويقع مصنع “أسمنت عمران”، الذي يعد أكبر مصانع إنتاج الأسمنت في اليمن، على بعد 50 كيلومترًا شمال العاصمة صنعاء، ويعمل فيه نحو 1500 عامل، وتستفيد أكثر من 10 آلاف أسرة من دخله بشكل غير مباشر.

وكان الهدف من المظاهرة العمالية هو الضغط على الجماعة لإعادة تشغيل المصنع وتحمل مسؤولياتها تجاه العمال، إلا أن الجماعة قابلت ذلك بمزيد من القمع والتضييق، وسط اتهامات بإنفاقها موارد المصنع على فعالياتها التعبوية بدلاً من صيانة المعدات وتعويض الموظفين المتضررين.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشير فيه تقارير إلى أن الحوثيين يجنون ملايين الدولارات شهريًا من المصنع، رغم توقفه، مما يثير تساؤلات حول مصير هذه العائدات وتوجهات الجماعة في إدارتها للمؤسسات العامة الواقعة تحت سيطرتها.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى