المقالات

قبل استقالة عمرو

قبل استقالة عمرو

بقلم : سليمان مطران

{…… ونحن نبارك ٩٧ خريجا من المعهد الصحي بالمكلا – فني أشعة و فني تخدير وفني مختبرات – نطلب منهم الاخلاص في عملهم ومنفعة بلدهم و أهلهم}

نصيحة في كليمات هادئة، لخّصت أهداف ونتائج ما بعد الدراسة و التخرج والتكريم وجهها وكيل اول محافظة حضرموت الشيخ / عمرو بن حبريش العليي للمتخرجين .

وقتها كنتُ بين الحضور مشاركا أبني مطران فرحة تخرجه “فني تخدير” .

فشعرتُ بالاطمئنان لسجيته الحضرمية التي ورثها أبا عن جد فلم تؤثر في سيكولوجية عمرو الانسان المُربى على تحمل شظف العيش والطعام الجاف والتنقل بين المرابي وكُرفان المياه ورقصات ” المريكوز و الهبيش” ومجالسة الصروم من بني قومه أقوياء العزيمة والشكيمة ونصرة الدّاعي ، حتى أصبح رجلا يافعا صاحب كلمة و نفوذ و قوة .

أعرف أن البعض قد لا تعجبه اسطري وإن وصلتنا سيئ مقذوفاتهم فذاك من الخُلق الرافض لمبدأ قبول الرأي ، لأسئل لِما الرغبة في شيطنة من نختلف معهم ؟ .

ولِما نتخذ قرارات سلبية تجاه بعضنا البعض؟ في زمن تتبارى فيه الدول الكبرى (الراعية للسلام) مُباركة فُرص فرض القوة على أي حوار سياسي، للتمكين وأخذ الحقوق والخروج من النفق بفكرة العقل و فريضة القوة .

ما المانع ان تقف فكرة الأكاديمي والمثقف والسياسي والاقتصادي والمواطن العادي مع القوة و يسعون لتقويم مسارها بتوجيهها نحو حقائق واقعنا ومتطلباته ، بدلا من التعامل بالتُهم الجاهزة و القول المُشين الذي لا يسبقه تأني وهدؤ البحث عن حقيقة الفعل قبل ان يدنسها (القوة) فكر التآمر و زيف القول ونفاق العمل وفساد الضمير المنافي للفعل الانساني للحق وللعقل وللقوة .

يا ترى مالذي جناه شعبُنا ومجتمعنا من قيادات متعلمة في السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع مدى ٥٤ عاما ؟ وما الذي حققوه من اهداف الثورة اليمنية ؟ غير بروزتها في زوايا الصحف الرسمية وصحف الاحزاب .

انظروا لمؤسسي دول مجاورة يا ترى من اي جامعات العالم تخرجوا ؟

غير الصحراء و الشِعاب و كهوف الجبال

و الخروج للبر، ورعي الاغنام ، فصاروا حُكماء قومهم وقيادات لرفاة شعوبهم فسيطروا على اوطانهم وقومهم و حفظوا ثرواتهم فتصدروا الدول .

لا أدعو هنا اطلاقا فتح باب قيادة الوطن و قيادة المرحلة للجهلة ولكن ..

للظروف قوانينها و للازمان أحكامها

و(للايام سكرتها ) .

فالنمشي معها بهدوء والاخذ بالتصويب الهادئ عند اي ميلان او انحراف عن الاهداف و يبقى{قلم الرصاص} في الجيب .

إي نعم أرى والله أعلم ان الشيخ عمرو لا زال ذلك الشاب المعتز ببدويته فربما له أخطاء يعلمها البعض ولكن له مواقف ايجابية لا نعلمها ، ضد ممارسات مُضرة بالناس وبالمجتمع فصبر صبرا طويلا فلم يتحمل فبادر بالاستقالة لأنه لا يميل الي العنف المركّب واستخدام القوة في غير محلها فمستشاريه (افراد) يمتازون برجاحة عقولهم وضبط انفعالاتهم وعدم تسرعهم في اتخاذ اي شئ الا بعد التأكد والتمحيص وجمع المعلومات، وأرجو ان لا أكون أخطأت التقدير فالاستقالة غير متشنجة الأحرف ، ولا ملتهبة الكلمات

ما تؤكد انهم على دراية بالمعاناة و على تفهُم ومعرفة بنتائج ما بعدها على الوطن و انعكاسها على المواطن ومحتاجاته إن لم تكن في وقتها .

ونُبُل الهدف من نُبُل الوسيلة .

الله ثم الوطن من وراء القصد .

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى