أخبارحضرموت

أئمة المساجد في مرمى الإهمال

صدى الوادي / خاص / سيئون
5 / أكتوبر / 2024م
في الآونة الأخيرة، تزايدت الشكاوى من أئمة المساجد والمؤذنين حول تدني الرواتب التي يتلقونها، وهو أمر يثير القلق خاصة مع تزايد غلاء المعيشة وتدهور الأوضاع الاقتصادية في مدينة سيئون
حيث ان في كثير من المساجد، يتم إهمال الأئمة والمؤذنين فيما يتعلق بالرواتب، برغم مسؤولياتهم الكبيرة.
هؤلاء الأفراد ليسوا مجرد موظفين عاديين، بل هم مسؤولون عن أمور دينية وتوجيه الناس، بالإضافة إلى الحفاظ على المساجد ونظافتها، وتنظيم الحلقات الدينية.
مع ذلك، الرواتب التي يتلقونها لا تكفي لتغطية احتياجاتهم المعيشية على سبيل المثال، جاءتني قصة مؤلمة لأحد الأئمة المعروفين الذي يشغل منصب إمام في أحد الجوامع الكبيرة والمشهورة في المدينة، وقد أبدى لي استغرابه وحزنه قائلاً إنه يبحث عن عمل إضافي لتغطية نفقاته.
عندما استفسرت منه عن السبب، أفادني بأن الراتب الذي يتلقاه كإمام للمسجد لا يكفي حتى لتغطية تكاليف الوقود التي يحتاجها للانتقال إلى المسجد يومياً وعندما سألته عن مقدار الراتب، أجاب بأن راتبه لا يتجاوز 30 ألف ريال يمني شهرياً، وهو مبلغ لا يمكن أن يكون كافياً للعيش بكرامة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.
هذا الجامع الذي يعمل فيه الإمام، ليس صغيراً أو فقيراً؛ بل هو جامع كبير ومشهور وتقام فيه الصلوات والجمع، كما أن له أوقافاً كثيرة حوله، ما يجعل من الصادم أن يكون راتب الإمام بهذا القدر المتواضع.
وهذا يطرح تساؤلات عن كيفية إدارة موارد المسجد وتوزيعها، وعن استهتار بعض القائمين على إدارة المساجد بالاحتياجات المعيشية للأئمة والمؤذنين.
الأمر لا يقتصر على الأئمة فقط، فقبل أيام، التقيت بمؤذن آخر يشتكي من قلة الراتب الذي يتلقاه مقابل عمله.
المؤذن مسؤول عن الأذان ونظافة المسجد بالإضافة إلى إدارة حلقات تعليمية في المسجد، وبرغم حجم مسؤولياته الكبيرة، إلا أن راتبه لا يتجاوز 100 ألف ريال. ورغم أن هناك متبرعين للمسجد بإمكانهم دفع مبالغ أكبر بكثير، إلا أن القائمين على إدارة هذه الأموال لا يبدو أنهم يقدرون جهود العاملين في المسجد، ويبدو أن هناك استكثار على هؤلاء الأفراد الذين يبذلون قصارى جهدهم في خدمة بيوت الله.
حيث قد يؤدي ضعف الرواتب إلى تراجع جودة أداء الإمام والمؤذن، حيث يصبح همهم الأول توفير مصدر دخل إضافي لتلبية احتياجاتهم.
كما هذا الوضع يعكس عدم الاهتمام بالقيمة الحقيقية لدور الإمام والمؤذن في المجتمع، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع دور المساجد كمراكز للدعوة والتعليم.
حيث في ظل وجود مصادر دخل كبيرة لبعض المساجد من الأوقاف والتبرعات، فإن توزيع هذه الموارد بشكل غير عادل يشير إلى وجود خلل في إدارة هذه الأموال.
ولذلك يجب على الجهات المسؤولة عن إدارة المساجد والأوقاف إعادة تقييم رواتب الأئمة والمؤذنين بما يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
كما ينبغي أن يكون هناك رقابة ومتابعة دقيقة لكيفية إدارة موارد المسجد لضمان توزيعها بشكل عادل.
في الختام، ندعو الله أن يصلح الأحوال وأن يتم تحسين ظروف الأئمة والمؤذنين الذين يشكلون جزءاً أساسياً من نسيج المجتمع، وأن يتحقق لهم العيش الكريم الذي يستحقونه نظير جهودهم في خدمة بيوت الله.
المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى