حذّرت الأمم المتحدة من استمرار تدهور الوضع الغذائي في اليمن، في ظل أزمة إنسانية متصاعدة نتيجة الضربات الجوية التي استهدفت موانئ الحديدة، ما أدى إلى تعطيل شحنات المساعدات الإنسانية، وخاصة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي في تقريره الشهري أن البنية التحتية لموانئ الحديدة، التي تخضع لسيطرة الحوثيين، تعرّضت لأضرار جسيمة جراء الضربات الجوية خلال شهري أبريل ومايو، مما اضطر البرنامج إلى وقف شحناته الغذائية لتلك المناطق.
وأشار البرنامج إلى أنه لا يزال يواصل تقديم المساعدات في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً، إلا أن نقص التمويل بات يشكل تهديداً كبيراً لاستمرار هذه المساعدات المنقذة للحياة. وبيّن أن التمويل الحالي يغطي فقط 20% من احتياجات البرنامج حتى أكتوبر المقبل، مع وجود فجوة تمويلية تبلغ 564 مليون دولار.
ووفقًا لبيانات حديثة، فإن نحو 57% من الأسر اليمنية لم تتمكن من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية في مارس الماضي. كما ارتفعت مستويات سوء استهلاك الغذاء من 21% إلى 33%، وهو ما يعكس تدهورًا حادًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن التحسن المؤقت الذي شهده اليمن خلال شهر رمضان لم يدم طويلاً، وأن الوضع لا يزال مقلقًا، حيث أن ما يقرب من ثلثي السكان في عموم البلاد يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وفي ظل توقف إمدادات علاج سوء التغذية من قبل برنامج الأغذية العالمي في المناطق الخاضعة للحوثيين، تتولى منظمة اليونيسف حالياً مسؤولية علاج حالات سوء التغذية الحاد في 59 مديرية تُعد ذات أولوية قصوى، كانت تُغطيها سابقاً منظمة الأغذية والزراعة.
وفي السياق الصحي، أعلنت دائرة الترصد الوبائي بمكتب الصحة في ساحل محافظة حضرموت أن عدد حالات الاشتباه بالإصابة بحمى الضنك، والكوليرا، والحصبة بلغ 587 حالة منذ بداية العام وحتى مايو الجاري، منها 211 حالة حصبة و101 حالة اشتباه بالكوليرا، بالإضافة إلى تسجيل ثلاث وفيات.
وفي محافظة عدن، أكدت السلطات الصحية أنها تمكنت من السيطرة على الموجة الجديدة من وباء الكوليرا، بينما سجلت محافظة تعز أكثر من 3400 حالة إصابة بالحميات المختلفة خلال الفترة نفسها.