عربية ودولية

الحوار الوطني لم يبدد قلق السودانيين

صدى الوادي / أخبار عربية ودولية .
لا يبدو أن جلسات الحوار الوطني التي استمرت على مدى نحو عامين واختتمت قبل يومين، قد أدت إلى تهدئة مخاوف الشعب السوداني وقلقه على حاضره ومستقبله، بل على العكس يشير المشهد السياسي السوداني إلى حالة واضحة من عدم اليقين لدى المواطنين.

وساهمت تصريحات الرئيس عمر البشير بنصيب كبير في خلق هذه الحالة، فبعدما دعا المعارضين إلى التناصح والوفاق، عاد بعد يوم واحد ليهددهم بالملاحقة، وهو ما دفع أحد المواطنين الذين تحدثت إليهم الجزيرة نت إلى التساؤل عن قيمة الحوار في ظل تباعد الشقة بين المعارضة والحكومة.

يقول عادل أحمد الذي يعمل سائقا لسيارة أجرة، إن الخلافات السياسية وتدهور البنيات الأساسية وكافة مرافق البلاد الحيوية هي أكثر ما يؤرقه، على خلاف كثيرين ما زالوا يتمسكون بأمل كبير في توافق يجمع شتات السودانيين قبل فوات الأوان.

ومع هموم عادل التي تركز على كيفية إعادة الحياة إلى طبيعتها في كافة أرجاء البلاد بتنفيذ توصيات الحوار الوطني، ينظر آخرون إلى الأمر على أنه مجرد تكرار لمسرحيات حكومية عرضت في المسرح السوداني من قبل.

فقد قادت تصريحات الرئيس السوداني التي توعد فيها بملاحقة كل من يرفض التوقيع على وثيقة الحوار الوطني، إلى حالة من الشك لدى فئات استدعت ذاكرتها مواقف أخرى سابقة قضت على آمال التوافق والسلام.

وكان الرئيس السوداني قال في كلمة له أمام حشد جماهيري في الخرطوم أمس الثلاثاء إن من لم يقبل بوثيقة الحوار الوطني هو عدو للشعب السوداني، وإنه “من يأتي من المعارضين مسالما سيقبله وإلا ستتم ملاحقتهم أينما وجدوا في الغابة أو أي جحر”.

وطغت احتفالات الحكومة على اهتمام الشارع السوداني بمختلف فئاته حيث لم يخل أي تجمع من التناظر أو التساؤل عن مدى المصداقية في تنفيذ تلك التوصيات التي جاءت نتيجة لحوار امتد لأكثر من عامين.

ويرى عادل أحمد في إفادته للجزيرة نت ضرورة تأييد الحوار الوطني كمبدأ لأنه المدخل الرئيسي لمعالجة الأزمة التي تواجه الجميع، مبديا أمله في تنفيذ التوصيات بصدق “لأننا لا نريد أن يعاني أبناؤنا نفس ما نعاني”.

لكنه يقلل في ذات الوقت من فرص نجاح العملية برمتها “لأن الحكومة تتجاهل الاتفاق مع المعارضة ذات الوزن الحقيقي مدنية كانت أو عسكرية”.

غير أن محمد منوفل -وهو موظف- يبدي تفاؤله بنتائج الحوار في معالجة قضايا البلاد. ويتوقع حدوث توافق يحل كافة الأزمات السودانية الحالية.

وبرأي منوفل فإنه لا يوجد ما يدعو للتشاؤم “طالما التفت غالبية القوى السياسية حول الحوار الوطني”.

وعلى نقيض تفاؤل منوفل، يرى عبد الحليم سالم -وهو موظف- أن ختام الحوار الوطني “ما هو إلا نهاية فصول مسرحية بدأ نظام الحكم عرضها منذ أكثر من عامين، وهي أكذوبة كبرى أريد بها خداع الشعب السوداني والرأي العام الدولي والإقليمي”.

ويعتقد في تعليقه للجزيرة نت بعدم وجود شيء يدعو للفرح “حيث لا تزال نيران الغلاء المعيشي وتردي الخدمات الصحية والتعليمية تكوي الجميع”، وفق قوله.

وبرأي سالم أنه كان الأجدى تسخير الأموال “التي أهدرت” على جلسات الحوار على مدى عامين لتحسين الوضع المعيشي بدلاً من صرفها في حوار لا يرجى منه بسبب مقاطعة أكبر القوى السياسية له.

ويعود عادل أحمد محمد ليدعو الحكومة ممثلة في المؤتمر الوطني الحاكم في البلاد إلى تنفيذ حقيقي لتوصيات الحوار الوطني “لتبرهن على قدرتها على تجاوز الخلافات ومحاولة استثمار الوقت لصالحها”.

*الجزيرة نت .

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى