المقالات

عبد الوهاب طواف : عندما تضعف الدولة …!

في ظل الدولة القوية، ينضوي الجميع تحت لواءها ومظلتها؛ ويعيش الفرد في دعة وسكينة وإستقرار نفسي، ينعكس على جميع مناحي الحياة. وتزدهر الدولة ويعم الخير على الجميع. تكون الدولة هي الأسرة والقبيلة والسند للجميع.

بضعف الدولة؛ تظهر النتوءات والمشاريع الصغيرة. ويبدأ الفرد في البحث عن كيان بديل لكيان الدولة لاِسْتِمْدادُ الحماية الشخصية له ولأفراد أسرته. بدون وعي وبفعل الخوف من المجهول؛ يبدأ الفرد بالبحث عن فردٍ أو جماعة أو سلالة أو طائفة أو منطقة لتعويض غياب الدولة.

يلتصق الفرد بكيان من تلك الكيانات، مضطراً طلباً للأمن والأمان، وهو غير مقتنع بها أو بأفكارها. ومع مرور الوقت يبدأ بإجبار عقله الباطني بالقبول بها وبأفكارها ومن ثم الإقتناع الى أن يصل به الأمر الى التماهي والدفاع عن تلك الكيانات والمشاريع الصغيرة الغير قانونية ضمانة لاستمرار مده بالأمن والأمان والطمأنينة.

تقل حركة الناس وتتناقص الخدمات.  ينكمش الإنفاق. يقل الشراء بفعل الخوف. تقل الأرزاق. ينهار النظام المالي والأمني والصحي والمعيشي. يضطرب المجتمع.

يبدأ المجتمع بالتململ والهيجان الى ان ينتهي الى الفوضى والتصادم بين الناس.

   تتكاثر تلك الكيانات الصغيرة بفعل تزايد الطلب عليها؛ ومن ثم تتصارع على مناطق النفوذ والمغانم. تلجأ للخارج لطلب الإسناد والمؤازرة وضمانة التفوق على الكيانات الشبيهة.

يأتي الدعم بشروط الداعم والتي تتعارض مع الوطن والمواطن.

المواطن يبدأ في محاولة التكيف مع الوضع الجديد؛ فيترك العمل والإنتاج والإبداع والعلم والتفكير ويبدأ يبحث عن  الأمن والأمان والمأكل والمشرب.

يتوسع الفقر رأسياً وأفقياً، وكذلك حال الجماعات والكيانات والفِرق والمليشيات. يظهر جيل فقير مضطرب فاقد الأمل والطموح.

تهاجر العقول والخبرات والكفاءات، وقبلها الأموال، الى خارج البلاد . يطغى الفساد والفأس والكيف والأفكار الهدامة والمناهج التجهيلية والمعلمين الجهلة والقتلة وقضاة الدجل والشعوذة وإعلام الكذب والفلسفة.

الفقر وجوع صغاره والخوف، دوافع للشخص للتنازل عن كرامته وحريته. فتتحطم النفس، ويموت الأمل. ومن ثم يُسهل الخضوع والأنقياد

فيبدأ المستقبل بالتشّكل؛ بضياع وتشرد وجوع وجهل ومرض وعنف وتعنيف وخوف وفقر وإذلال.

بضعف الدولة في اليمن؛ برزت القبيلة والسلالة والطائفة والمنطقة، وظهرت كل المشاريع الصغيرة ونمت وتجذرت على حساب الدولة الأم.

ولذا

لنحرص اليوم على محاربة المشاريع الصغيرة ونستميت في محاربتها والقضاء عليها، لصالح مشروع الدولة الضامنة لأمن وأمان الجميع.

بوجود الدولة؛ سينضوي الجميع تحت مظلتها القانونية والقضائية والتأمينية. ستخف ثم تنتهي الحاجة للسلالة والعصبية والمناطقية. ستضعف، ثم تموت مشاريع السلالية والإمامة في الشمال والمناطقية في الجنوب.

فقط نتسامى فوق جراحنا وآلامنا، ونتكاتف لدحر مشاريع الضعف والهوان والخراب لصالح دولة النظام والقانون.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى