أخبار اليمن

البخيتي ينشر صور لخزائن كسرها الحوثيون بعد سقوط صنعاء (شاهد الصور)

صددى الوادي / أخبار محلية
كنت أحسبها تصرفات فردية، وتحركت بكل قوة لوقفها، وإعادة الحقوق لأصحابها، أحدثكم عن ما فعله الحوثيون عقب دخولهم صنعاء، قصص كثيرة وصلتني، عالجت بعضها بجهد واجتهاد شخصي وعجزت عن معالجة كثير، المشكلة ليست هنا، فكل حدث كبير كاقتحام مدينة بحجم صنعاء وسقوط مؤسساتها الأمنية حتماً سيعقبه الكثير من الأخطاء والتجاوزات، المشكلة لها أبعاد أخرى ستكتشفونها بأنفسكم من خلال الأسطر التالية التي سأحدثكم من خلالها عن قصة واحدة من عشرات القصص التي تختزنها ذاكرتي عن تلك الفترة، والتي كانت الدافع الأول والوحيد لخروجي من حركة الحوثيين ومعارضتي القوية لهم، حيث تدرجت من محاولة اصلاح الخلل ومحاسبة الفاعلين، الى توجيه نقد في اجتماعات للمجلس السياسي وفي الصحافة من خلال مقالي اليومي في جريدة الأولى وصفحاتي على مواقع التواصل، الى زيارة صعدة ولقاء الأخ عبدالملك الحوثي مباشرة عقب دخول صنعاء بحوالي 7 أيام ولقاء آخر بعدها بأشهر، وطرح كل تلك القصص عليه، وصولاً الى تقديم استقالتي له ورفضه الضمني لها وطلبه عدم اعلانها، وأخيراً اضطراري لإعلانها دون ترتيب معه عند هجومهم على دار الرئاسة ومنزل الرئيس هادي في صنعاء وقتل حراسته.
سأروي عشرات القصص، وقصة اليوم بعنوان (المفرس القرآني):
رن جرس الهاتف من رقم اماراتي، كان المتصل الشيخ والتاجر نبيل الخامري، يستغيث بي بعد اقتحام الحوثيين لمقر شركته في صنعاء، ونهبهم للكثير من محتوياتها، وعدته بالانتقال الى المكان فوراً، وبالفعل كنت خلال أقل من ساعتين في مقر الشركة ومعي المرفقين التابعين لي، استقبلني موظفي الشركة وأخو نبيل، ونجله على ما أذكر، وفتحوا لي الشركة، طفت بها، من البدروم الى المكاتب الأرضية الى الدور الأعلى الذي فيه مكتب نبيل الخامري، صدمت من هول المنظر، كل شيء مبعثر على الأرض، الفوضى شاملة، الأبواب مكسرة، وبطريقة عنيفة جداً، وكأن هناك زلزال أصاب المنطقة بقوة سبع درجات على مقياس رختر، لكنه زلزال أصاب فلة يستأجرها الخامري مقراً لشركته دوناً عن بقية المنطقة.
مكتب نبيل الخامري أصابه طوفان، كل الملفات مبعثرة، بما فيها صوره وصور أطفاله، وقفت كثيراً عند صورة تجمعه بسبع بنات في عمر الزهور، يظهر أنهن بناته وبنات أخوه، سبع بنات بلبس موحد، جوازات سفر مبعثرة، بعضها دبلوماسي، أوراق خاصة، تسمرت أمام صورته مع البنات وخنقتني العبرة، الى هذا الحد وصلت الأمور؟! تساءلت في نفسي، يُقتحم مكتب خاص لتاجر وتبعثر كل أوراقه ومستنداته وكل ما يتعلق بأعماله وحتى بحياته الخاصة، انتقلت الى الأدوار الأخرى، الفوضى تعم المكان، التتار مروا من هنا، كنت أتمتم بذلك وأنا أتجول في الفلة، وصلت الى البدروم، كان هناك صدمة أخرى، وجدت خزنات ضخمة، حاول الحوثيون فتحها، عجزوا، اطلقوا الرصاص حول عجلة الفتح المرقمة، ورأيت مفرس معلق في إحدى الخزنات، مغروس رأسه بجانب مفصل الخزنة، كانت المسيرة القرآنية تحاول فتح الخزنة، فغرست #المفرس_القرآني لكنه عجز عن كسر باب الخزنة، هكذا حال عدد من الخزنات، موزعة في المبنى بكاملة، خزنة ضخمة أخرجوها الى حوش المكتب وتمكنوا من فتحها، وبجانب غرفة الخزائن في البدروم كان المكان يعج بمستلزمات مطعم الطازج السعودي الذي نبيل الخامري وكيله في اليمن، مساحيق التنظيف، الكاتشب، الزيوت، المكانس، المناديل الورقية، كلها بكميات ضخمة.
أجريت اتصالاتي على الفور، أُبلغت أن المربع يتبع أبو يحيى المروني أو (المراني)، القائد الحوثي العسكري المقيم في منزل علي محسن الأحمر، وأبلغني مكتبه أنهم اعتقلوا المنفذين وهم رهن التحقيق، وسيتم إعادة كل ما تم نهبة، وسينالون جزائهم، وأكدوا أنهم لا يتبعون أبو يحي المروني بل يتبعون القائد الحوثي عبدالخالق بدرالدين الحوثي، شقيق القرآن الناطق –حسب اعتقادهم- عبدالملك الحوثي، قائد الجماعة، وأضاف مكتب المروني أن المجموعة قالت أنها تلقت بلاغ بوجود مخزن أسلحة في مقر الشركة، وأن الخزائن التي فيها تحتوي على وثائق ومستندات تثبت شراكة الخامري مع حميد الأحمر وعلي محسن وأنه مجرد واجهة لهم، طمأنت آل الخامري بعد ذلك الاتصال، واتصلت لنبيل الخامري وابلغته أن كل شيء سيعاد الى مكانه والتزمت له بذلك –بصفتي عضواً في المجلس السياسي للحوثيين وقتها- بعد وعدي من قبل مكتب أبو يحي المروني، وطلبت منه عدم نشر أي شيء عن الخبر حتى لا تتعقد مهمتي في ارجاع حقه، وللأمانة فقد التزم الرجل حتى اليوم الذي أكشف فيه أنا عن تلك القضية، مع أني بعد عجزي قلت له أنه بات في حل عن التزامه لي، لكنه فضل الصمت، فهناك أهل له في اليمن وأموال ولا يريد خوض معركة مع عصابة.
الى هنا والقصة طبيعية، تجاوز ما حدث، تم اعتقال الفاعلين، وعد بإعادة كل شيء، بعد خروجي من المكان بساعات، فوجئت باتصال من شقيق نبيل الخامري، ابلغني فيه أن مجموعة حوثية تابعة لأبو يحيى المروني زاروه، وطلبوا منه تحرير استلام بمقر الشركة، بحضور قاضي شرعي يعمل في محكمة أو نيابة، لا أتذكر تحديداً، على أن يذكر في الاستلام أن كل شيء عاد الى مكانه وأنه تسلم كل شيء، قلت له أن ينتظرني في المكان، وذهبت اليه، وجدته في مقر الشركة، بعد مغادرة المسلحين الحوثيين، مع القاضي الشرعي، ومن خلال حديثه وحديث من حوله من موظفي الشركة ظهر لي أنه تم اجباره على توقيع وثيقة أقر فيها بأن كل شيء سليم وعاد الى مكانه وأنه تسلم كل ما في مقر الشركة، مع أنه كان يصيح أمامهم قائلاً يا جماعة أنا لست مالك الشركة ولا أعرف ما فيها حتى أوقع لكم على إقرار أن كل شيء موجود، وسألهم لماذا لم تطلبوا مننا فتح مقر الشركة وكل الخزنات لكم اذا كان هناك بلاغ كاذب أدى للخطأ كما تزعمون، لماذا فعلتم كل هذا؟، وأحد الموظفين يصيح قائلاً: كيف يوقع وكل شيء ثمين وخفيف تم نهبه؟؟!!، قال لهم أحد المسلحين الحوثيين وهو ممسك ببندقه في وضع الاستعداد القتالي وبلهجة حاسمة ويده على الزناد: (تحمدوا الله إنكم بخير غيركم قرحت روسهم)، فهم الخامري ومن معه الرسالة ووقعوا على الورقة ليحفظ رأسه ورأس بقية أسرته الموجودين في اليمن.
تواصلت بمكتب أبو يحيى المروني، وجدته بنفسه هذه المرة، تحدثت معه وحددنا موعد لألتقي به في صباح اليوم التالي، ذهبت اليه في منزل علي محسن الأحمر في حي حدة الراقي، دخلت الى الديوان، والتقيت به، تحدثنا في الشأن العام، ثم أخذني في جولة على المنزل، ودخلنا مكتب علي محسن الأحمر، كان على مكتبه لوحة تعريفية تحمل اسمه ورتبته، قال لي أحد مرافقي المروني اجلس يا أستاذ علي فوق كرسي علي محسن نلتقط لك صورة، قد الناس تصوروا كلهم، قلت له أني لا أقبل التقاط صور في منازل أو مكاتب أو اطلال بيوت أي خصوم سياسيين، وأخبرتهم كيف رفضت التقاط صور قبلها بأشهر على اطلال منزل المرحوم الشيخ عبدالله الأحمر في الخمري عقب تفجيره، وعبرت عن معارضتي لتلك السياسة من الأساس، وكدنا ندخل في جدل، لولا أني حولت الحديث الى قضية الخامري، عندها طلب أبو يحيى المروني ان نتحدث لوحدنا.
جلسنا في مكتب آخر غير مكتب علي محسن، أكد لي أبو يحيى كلام مكتبه أن الفاعلين في السجن مشتكياً أنهم يتبعون عبدالخالق الحوثي، وأنهم اعترفوا بأنهم من نفذ الاقتحام، وسيتم اعادة كل شيء، وعندما حدثته عن الاستلام الذي وقعه شقيق صاحب الشركة لا أتذكر تحديداً ماذا رد علي بخصوص هذه النقطة، الا أنه أكد أنهم أعادوا ما وجدوه لدى المجموعة التي نفذت الاقتحام، مؤكداً أن هناك أموال ومنهوبات قد تم التصرف فيها أو أن المجموعة نجحت في اخفائها عنهم، لكنه وعد بإعادتها جميعاً بغض النظر عن وجود استلام كامل بالشركة، فكما قال نحن مسيرة قرآنية ولن نقبل أي شيء حرام، وقال لي أن المجموعة التابعة لعبدالخالق الحوثي تجاوزت منطقته ونفذت عملية بعد تلقيها بلاغ في مربع يتبعه، وأنه اعتقل حتى من ابلغ عن المكان، قائلاً يبدوا أن الأمر فيه مكيدة، وعندما سألته هل وجودت مجموعته -التي سيطرة على الشركة بعد اقتحامها وتمكنت من اعتقال عدد من منفذي الاقتحام متلبسين- أسلحة في المكان أو وثائق تربط بين الخامري وحميد او علي محسن أكد أن ما وجدوه هو مخزن تابع لمطاعم الطازج، استمر تواصلي مع نبيل الخامري وقلت له أن عليه أن لا يقلق بخصوص الاستلام الموقع، ونقلت له تأكيدات المروني واقواله أن هناك أموال ومنقولات اعترف بها بعض أعضاء المجموعة وجاري استعادتها منهم وسيتم اعادتها.
وفي اليوم التالي كان هناك اجتماع للمجلس السياسي ونقلت لهم القضية والصور من مقر الشركة وأصيب الجميع بالذهول، وقلت لهم أن الصور كذلك موجودة لدى اسرة الخامري وأن تسربها للإعلام فضيحة مدوية، وقلت لهم بالحرف الواحد وكان الأقرب لي وقتها حسين العزي: ما الذي سنقوله عندما يكتب الاعلام عن فضيحة المفرس القرآني؟؟!!.
كنت عندها لا أزال على نيتي، باعتبار أننا أمام تجاوزات فردية وسيتم معالجتها، وتحمست وارسلت تقرير لعبدالملك الحوثي شخصياً ارفقته بالصور وبكل ما وصل لي، وزرته الى صعدة ونقلت له القضية مجدداً وغيرها من القضايا محذراً له أن إرهاب رجال الأعمال يعني دمار اقتصادي للبلد، وأنهم سينقلون أموالهم واستثماراتهم التي تُشغل أغلب الأيادي العاملة في اليمن، وكلام كثير لا مجال هنا لتكراره، ووعد بسرعة معالجة الموضوع وإعادة كل ما أخذ من شركة الخامري.
ما اكتشفته لاحقاً، بعدها بأكثر من شهر، أن سياسة الاقتحام والنهب منهجية، وان لديهم قائمة بتجار وأصحاب رؤوس أموال وشخصيات مستهدفة لعدة اعتبارات، وان أسماء أخرى جرى الحاقها بعدة ذرائع نتيجة لعداوات وانتقامات شخصية من شخصيات محسوبة على الحوثيين، وأن هناك مجموعة تنفذ الاقتحام، ومجموعة تذهب للمكان بعدها للادعاء انها من أنصار الله الرسميين، ويتم اجبار المتضرر على عمل تنازل واستلام ووعده انه سيتم إعادة ما تم نهبة، ومجموعة ثالثة عليها التضليل وامتصاص غضب أي شخص يتابع كما حدث معي، وهم يدركون أن الاحداث التالية ستنسي ما قبلها.
تيقنت بعد تلك الجريمة وغيرها أن النهب لدى الحوثيين سياسة منهجية، وانهم يعتبرون أموال الآخرين غنيمة، وبالأخص من قد يكونوا محسوبين على خصومهم أو حتى أقارب لهم، ووصلت الى حد اليقين من ذلك لأن القضايا التي نقلتها شخصياً لعبدالملك الحوثي لم تحل، وطالها النسيان، وجرفتها أحداث بعدها، وقضية شركة الخامري احداها، حيث أرسلت كشف الى مكتب عبدالك الحوثي بالنواقص، أموال بالعملة اليمنية، وبالدولار، وبالريال السعودي، وجنابي، تُحف، أسلحة خفيفة شخصية غالية الثمن، منها هدايا أهديت للخامري، وأتذكر وقتها أن المفقودات كانت بعشرات الملايين، إضافة الى أن نبيل الخامري أكد لي أن هناك الكثير من المنقولات والأغراض التي لا يستطيع تأكيد اختفائها من عدمه الا عند عودته من الامارات، كما أن هناك أشياء لا يتذكرها الآن وقد يتذكرها لاحقاً، لكنه أكد لي أن مقر شركته كان فيها كل شيء يخصه تقريباً وأهم مقتنياته، والى الآن لم يتم إعادة شيء للخامري ولا للكثير ممن تابعت قضاياهم، بل ما صدمني أن كثير من منفذي عمليات الاقتحام تم ترقيتهم وأصبحوا يتبوؤون مناصب مهمة، وعرفت حينها أن كل ما كان ينقل لي كان لذر الرماد على عيني حتى لا أنقل الصورة البشعة عنهم، لكني نقلتها بعد ذلك بأسابيع قليلة عبر سلسلة مقالات في صحيفة الأولى، وكان أهم تلك القصص محاولتهم لنهب والاستيلاء على منزل زوجة حميد الأحمر السابقة.17-12-16-129059755 17-12-16-651839953 17-12-16-837589553
المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى