المقالات

أيهما شرفٌ لمحافظ حضرموت .. كلنا أبن بريك أم كلنا حضرموت ؟!!

أيام زمان وأثناء النضال والحماس الثوري كنا نسمع شعارات حماسية عاطفية من خلالها يتم تمجيد الفرد  ( سالمين نحن أشبالك وأفكارك لنا مصباح * وأشعلناها ثورة حمراء باسم العامل والفلاح ) ، ثم مجدوا عبد الفتاح واختزلوا مكون شباب ” ج ي د ش ”  في شخصه حين سموا ذلك المكون باسم ( شباب فتاح ) .                      
       وبعد عام تسعين وبعد أن تم شراء كل شيء بالزلط !! أخذ الكثير يمجدون الزعيم كفرد  وأعطوه الولاء على حساب ولاء الوطن وبدلاً من أن يهتفوا – بالروح وادم نفديك يا يمن- ، هتفوا بالروح والدم نفديك يا …… وهو أمامهم يتبسم ويتبختر ولسان حاله يرد عليهم بالفعل ” أنا زعيمكم الأعلى .. وما ل أبوك إلاّ أنا !! . 
       وأثناء الحملات الانتخابية عام 2006م وحين سيطرت العاطفة على مشاعر العامة وسياسة ” الولاء مقابل العطاء ” أطلقت أصوات هذه الأصناف تمجيداً للزعيم بشكل لا يشرفه قال فيه بعضهم  مادحاً له دون حياء: { فإن لم تكن أبو بكر أو عمر فأنت الوليدُ .. ومنهم من قال جئت بما لم يأت به الأوائل .. وعند أحد مداخل عدن كتبوا: قبلك عدم وبعدك ندم } فكل هذا مدح على شكل ذم لو كانوا يفقهون لأن من مدحك فوق ما تستحق  فقد ذمك  .
       أما في حضرموت يعرف القاصي والداني مثل هذه المعادن الذين أعطوا الولاء لأبن اليمن البار !! فتحصلوا على المراكز والخيرات وعلى إثره تملكوا سواءً داخل البلد أو خارجه والحليم ………. !! فعندما يُباع كل شيء .. فانتظر أي شيء !!، واليوم تم تحويل اتجاه بوصلة النضال والولاء واللعب من جديد وأيش المشكلة !! .     
        واليوم أخذت العاطفة بعض العامة والبسطاء بحضرموت  فبدؤوا يمجدون الفرد ولعل هذا يتمثل في عبارة بدأت تنتشر وتكتب على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الجدران ( كلنا بن بريك )  .
      لاشك أن المحافظ ابن بريك جاءت على يده انتصارات بحضرموت وإنجازات شهدتها محافظتنا اليوم .. ودونما شك أنها جاءت بفضل الله أولاً ثم بفضل دول التحالف التي تدعم بكل سخاء ولاسيما الإمارات وإلى اليوم ، والحضارمة يعلقون اليوم أملهم بمحافظهم بن بريك بالحفاظ على هذه الانجازات والسير نحو المستقبل بتخطيط سليم يضمن قيام حضرموت ( المدنية .. لا حضرموت بثقافات متخلفة !!) ضمن دولة اتحادية .
       فتمجيد الأشخاص عهد قد ولى فمن كان يمجد الأشخاص فإنهم زائلون أو ميتون.. ومن أراد تمجيد الوطن فإن المجد للأوطان ، فلا يمكن اختزال الوطن في شخص واحد ولنا في الماضي لعبرة .. فأيهما شرفٌ لمحافظ حضرموت: أن يقال كلنا أبن بريك .. أم كلنا حضرموت ؟!! . 
      كلامي هذا قد لا يعجب بعض الناس ولربما صنفوني كالعادة واتهموني لأن التهم بضاعة جاهزة بالأدراج  .. اللهم احفظ حضرموت وأهلها .. ومن أراد الخير لها ..
بقلم سعيد بن زيلع

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى