المقالات

ابعدوا عن أولادكم قلق الاختبارات

صدى الوادي /محمد إبراهيم فايع

أيام قليلة وتبدأ طوابير الطلاب تشق طريقها نحو قاعات الاختبارات ،وكلنا يعلم بأن فترة الاختبارات فترة ” حصاد ” ونتيجة لعام مضى من الجهد في الدراسة والاستذكار والمهمات المدرسية والمنزلية ،ولهذا يفترض أن يكونوا طلابنا أو أولادنا ،وهم يتجهون نحو هذه المهمة المطلوبة منهم والتي تعد “تقويما ” لمجهوداتهم تلك ؛أبعد مايكونوا عن ” مصادر القلق ” تجاه الاختبارات ،التي قد تدخلهم في أجواء محبطة ،وشعور بالخطر من شيء ما ، وتزيد من مخاوفهم من النتائج ، وترفع معدل انفعالاتهم فتفقدهم شهية الطعام ، وقد تصيبهم بالأرق والسهاد ، وأنا لاأعني القلق الطبيعي أو الصحي الذي يشحذ الهمم ، لكني أقصد القلق الذي يكون ناتجا من المناخات المحيطة بحياة الطالب فتجعله يعيش حالة نفسية مترقبة خوفا من الفشل والرسوب فتؤثر سلبا على عمليات ” التذكر والادراك والتفكير ” فعلى سبيل المثال يفترض أن المدرسة والمدرسين في الفترة التي تسبق الاختبارات قاموا على تهيئة طلابهم للاختبارات “بالمراجعة ” لما سبق دراسته ، وكذلك تطمينهم بأنه الاختبارات كأي مهمة من المهمات التي قاموا بها أثناء العام ،فهي أداة من أدوات التقويم ،فلا يشعروهم بأنها قضية مصير ،أو أنها تمثل تحديا لهم ، فمن خلال خبرتي في التعليم أن بعض الممارسات الخاطئة من بعض المعلمين ،قد تزيد من ” رهبة الاختبارات ” بكثرة الحديث عنها وترديد عبارات في مضمونها ” التحدي والتهديد ” ثم يأتي دور الأسرة ،وهو دور سابق ومكمل لدور المدرسين و المدرسة ،فدورها عدم تحويل أجواء المنازل إلى ” ثكنات عسكرية ” بما يزيد من الضغوط عند أولادهم ،فعسكرة البيوت يزيد من حالة “الاضطرابات الاختباراتية” عند أولادهم إن صحت التسمية مني ،وأقصد بذلك ،خشيتي من الأجواء المشحونة في المنازل تجاه الآولاد واختباراتهم ،تسهم في زيادة حالة التوتر عندهم ،فتكون نتائجهم عسكية نتيجة لحالة القلق الذي عاشوه مما يفقدهم “التركيز والانتباه والتذكر والادراك ” بما قد يدفع بعضهم إلى استماع نصح مروجي أكاذيب لاصحة لها بتعاطي حبوب ومنشطات هي مخدرات ،بحجة زيادة الوعي والانتباه والتركيز والسهر ،وتكون شرارة إدمان المخدرات قد أوقدت ، فالأولى يجب إعطاؤهم الثقة ،ودعم نفسياتهم ،وحفز هممهم ،وتوفير الأجواء الصحية لهم ،بالابتعاد عن” المنازعات والمشاكل ،وتأجيل المناسبات الاجتماعية ” التي لايزال بعضنا يبالغ فيها كمظهر اجتماعي لم يعد مناسبا ،والابتعاد عن تغيير نمط الحياة السابق للاختبارات الذي كان يسود المنزل ،بما يشعر الأولاد بأن هناك شيئا ما يحدث ، فيزيد قلقهم ،هذا الدور الأسري والمدرسي إن سارا بالشكل الطبيعي والصحيح ،سيساعد كثيرا طلابنا على تجاوز فترة الاختبارات بكل راحة وطمأنينة ،والله يوفق أولادنا وطلابنا لخدمة دينهم ووطنهم وأنفسهم.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى