اختتمت مساء أمس بمدينة سيئون في مسجد الإمام البخاري بحي الوحدة الدورة المكثفة العلمية والمهارية الخامسة عشر والتي استمرت ليومين ..
وبدأت يوم الاثنين بدورة علمية متخصصة في التجويد والقراءات وعنوانها : تنبيهات ينبغي لقارئ القرآن معرفتها ألقاها الشيخ / سامي برك بن سلمان حفظه الله فقد بدأ ببيان فضل علم التجويد ومنزلته من بين علوم الشريعة.
ثم تحدث بعد ذلك حول عدة محاور منها : ذكر بعض الكلمات التي فيها أكثر من وجه في قراءة حفص عن عاصم. ثم تحدث عن بعض الكلمات التي ليس فيها إلا وجه واحد. وأردف بتوضيح مواضع السكت وفصّل القول فيها. ومن المحاور المهمة في حديثه بيّن حفظه الله بعض الأخطاء الشائعة عند قراءة القرآن ولعل أكثرها شيوعا : عدم المشافهة بالقرآن عند شيخ متقن.
وأنهى حديثه بشكر القائمين على المسجد والحضور من المعلمين وطلاب العلم.
أما اليوم الثاني فتحدث فيه فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور / طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري حفظه الله عن مجموعة من التجارب التربوية لكنه بدأ أولا بشكر الحضور خاصة معلمي الحلقات القرآنية مبينا فضلهم وخيريتهم ثم ذكر أربعة تصورات ينبغي لمعلم الحلقات استحضارها أثناء عمله وهي:
– أن يعلم المعلم أنه في المقام الأول مربي بل هو والد.
– أن يعلم أن في جلوسه في الحلقات أجر وخيرية وكذا متعة وحلاوة.
– أن يوقن أن أي تغييرات خارجية في المتربي لم تنبني على تغييرات داخلية في فكره وقلبه وعقله فإنها تنهار .
– أن ثلاثيات التربية العميقة هي: 1. صدق التوجه إلى الله تعالى أن يعينك على التربية.
- أن تشغل المتربي بالهموم العظيمة بدل أن يشغل نفسه بالسفاسف والتوافه.
- أن تحفزه باستمرار نحو العمل.
ثم بَّين سلمه الله أن عناصر الدورة هي : تجارب تربوية حلقية ناجحة مجربة في بيئتنا ، وأن نجاحها أتى من انضباطها وتناسقها مع أحكام الشريعة وتكاملها في النظرة التربوية وأثرها على المتربين ومن حولهم.
ثم ذكر خمسة تجارب وأساليب ناجحة في التربية الحلقية القرآنية وهي :
- ايقاف الطالب عند مواضع التأثير كآيات وصف الجنة والنار والدعاء عندها بما يناسبها ، وهذه الطريقة تزرع في نفس المتربي تدبر القرآن والتأثر به.
- الاهتمام بمهارة الخمس الدقائق الأولى من الحلقة لمتابعة عبادة واحدة أو خلق واحد وتكرار المتابعة لمدة شهرين حتى ترسخ في نفس الطالب وأشاد بتجربة مؤسسة أهل القرآن في هذا الباب.
- استخدام أسلوب الجلسة الخاصة لحل المشكلات وأن له مفتاحين : الأول: أن تشبع الحاجة النفسية للطالب قبل أن تعرض المشكلة والثاني : أن تشعره بالأمان وأنك هنا لحمايته من الأخطار.
- أن تسأل الطالب بعد انتهائه من التسميع أحد سؤالين : إما أن تقول له : بماذا أمرك الله في هذه الآيات وبماذا نهاك ، أو أن تسأله عن موضوع الآيات التي قرأها.
- عند انتهاء التسميع ولا زال في الوقت متسع اسأل الطلاب أسئلة في القرآن مثل سؤالهم عن الآيات التي تتحدث عن موضوع معين ، أو أسئلة استدلالية استنباطية ، وبذلك تجمع بين الفائدة والمتعة.
- وأخيرا ذكر تجربة مؤسسة أهل القرآن مع برنامج القرآن تدبر وعمل الذي ينفذ في شهر رمضان من كل عام وأوضح جملة من ثمراته التي ظهرت خلال تطبيقه.
وفي نهاية الدورة طلب د/ طالب من إخوانه المعلمين تجاربهم الناجحة التي طبقوها وآتت ثمارها لتكون مادة للنسخة الثانية من هذه الدورة.
يذكر أن الدورات العلمية المهارية المكثفة لمعلمي القرآن الكريم تقام في مسجد الإمام البخاري نصف سنويا وعلى مدى عدة سنوات مضت ويحضره ثلة مباركة من معلمي الحلقات القرآنية وكذا طلبة العلم والمهتمين .
جزى الله خيرا كل من ساهم وشارك لإنجاح هذه الدورة والتي قبلها وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
