المقالات

آن الأوان لتغيير هذه الثقافات بحضرموت :

بقلم الأستاذ / سعيد بن زيلع

image


    
      نعلم أن هناك نظاماً سابقاً جثم على حضرموت لأكثر من عشرين عاماً ، بل وطعن في جوهر الوحدة وجعلها تابعة له يقلبها كيفما يشاء حتى قتلها في نفوس الجنوبيين عامة .. ولاشك أن هناك أناساً متمصلحين من ذلك النظام  بحضرموت وتربوا على نظرية { الموالون أولى بالخيرات !! } و سيعملون بكل ما أوتوا من قوة لإفشال كل خطوة تغيير بحضرموت ، لأن إصلاح حضرموت يعني خراباً لهم ، وآخرون متأثرون بثقافة ذلك النظام إلى اليوم ولسان حالهم يردد: نريد حضرموت لكن بثقافة غير حضرمية !! .
      ودونما شك أن هذه الثقافات القبيحة خدشت في خصوصية المجتمع الحضرمي وكانت من أقوى مسببات فساد المجتمع وأجهزة الدولة بحضرموت الإدارية والأمنية منها خاصة ، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك ، أي أن الدحبشة خلقت دحابشة جدداً داخل مجتمعنا الحضرمي الحبيب على حساب قيم حضرموت وثقافتها وخصوصيتها  .
– فمثلاً عندما يكون التوظيف حسب الأولوية في كشوفات الخدمة والعمل ينزعج هؤلاء كثيراً لأنه نظريتهم ستسقط  { نظرية الأقربون والموالون أولى بالتوظيف !! } !! ، ولربما حاولوا إفشاله طالما أن رفاق دربهم لازالوا موجودين بالميدان !! .
– يعلم الجميع أن في دول العالم نظُماً تسيّر عمل المقاولات ، وأن لا تعطى مقولات المشاريع إلاً لشركات أو هيئات رسمية معتبرة متخصصة مرخصة مؤهلة تملك مقومات تنفيذ المشاريع أيٍ كانت تحت سيطرة وأشراف مهندسين افنوا حياتهم لتعلُّم علوم ذلك العمل – مثلما أفنى الطبيب عمره لتعلم علوم الطب – أي تعطى المقاولات للمختصين و بمعنى آخر يُعطى الخبز لخبازه ، بالمقابل يحق لأي شخص أن يؤسس شركة متخصصة معتبرة في ذلك المجال تملك مقومات العمل يديرها مختصون .. وعليه يحق لها أن تأخذ المقاولات وبطرق نظامية  .. ولكن ثقافة الدحبشة خلقت بحضرموت ثقافة مضادة لكل ما هو حضاري وجميل .. ومفادها أن تعطى المقاولات أولاً لأحد الكبار من المتنفذين ثم يعطيها الكبير لمن يراد له العطاء ولربما أعطيت أيضاً لثالث ورابع  وأخيراً يستلمها المنفذ الحقيقي والضرع قد نشف .
     ومن مهازل هذه الثقافة أن يصبح شبه الأمي – الذي له شعرة في الجمل – مقاولاً !! وكذا الموظف المتقاعد وو … وما خفي كان أعظم !! وقد حصل قبل ما يقارب ست سنوات أن المقاول الذي نفذ ترميم مدرسة عريقة بالوادي هو في الأصل معلم وموجوداً بكشوفات النقلة  بتلك المدرسة لكنه متفرغ لهذه المهمة الشخصية أي بمعنى أصح منقطع عن عمله الرسمي استحلفكم بالله ماذا نسمي هذا ؟؟!! .
– ومؤخراً عندما قام محافظ حضرموت السابق الدكتور/ عادل محمد با حميد بتغييرات لمديري عموم انزعج هؤلاء كثيراً كون هذا القرار مس رفاق دربهم !! ، وكأن المراد تغييرهم جاءت بهم كفاءاتهم ونزاهتهم !! . بل رفض بعضهم أن يسلم إدارته ربما ” بإيعاز ما ” ينطلق من أن تلك الإدارة تقع بمثواهم حسب نظرية التقاسم والتوازن !! .
      واليوم أكد محافظنا الجديد ” بن بريك ” في بيان له صدر عبر إذاعة سيئون الخميس 26/5/2016م قائلاً:  لقد تكلم البعض أثناء تعييناتنا الأخيرة ونحب أن نؤكد بأننا غير منحازين عند صدورها ، ولابد من إعطاء فرصة للدماء الجديدة لأن بعض الكوادر قد بلغ أحد الأجلين ا هـ .. ونشاطر محافظنا الجديد ونذكره بان هناك مسئولين يشار إليهم بالبنان – خلقهم النظام السابق وثبَّتهم بالسلاسل !! – لم تشملهم التغييرات الأخيرة بالوادي وقد بلغوا  كلا الأجلين ولو جيء بثالث ر بما اجتازوه !! ، الأمر الذي أثار استغراب الناس بالوادي وتساءلوا : أليس المفسدون كلهم عيال تسعة أشهر؟!! .
– أما عندما قام وكيل محافظ حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء الأستاذ/ عصام بن حبريش الكثيري بكشف المخبأ المخزي !!، حين دق وتراً – لم يقدم عليه أي مسئول بالمحافظة عامة – وهو وتر المنقطعين والمفرغين من أعمالهم الرسمية والمنشغلين في أمور خاصة وبعضها وهمية ، عندها قامت قيامتهم ولم تقعد وحاولوا الهروب والتملق ولكن وكيلنا الجديد كان لهم بالمرصاد وأعطى لهم الفرصة تلو الفرصة لتصحيح أوضاعهم ، لكن بعضهم لم يستجب طالما أنهم تعودوا على الأكل بيدين !! – نتمنى أن يكمّل محافظنا الجديد هذا المشوار –  ومعلوم أن غالبية المنقطعين هم من الأقربين أو المواليين أو من أصحاب المصلحة من تلك المرحلة أي ( الولاء مقابل العطاء .. وإن كان خطأ !! ) .. وما يحصل اليوم أيضاً من أزمات مختلقة في المشتقات النفطية التي تعود عليها المواطن قبيل رمضان توحي وكأنها مخطط تقوده خلايا نائمة لذلك النظام الهدف منها إفشال كل خطوة تغيير بحضرموت الحبيبة  ووكيل الوادي خاصة ، لأنه دق على أوتار تضرر منها الموجدين بالسلطة والمتمصلحين من سياساتها .. والخلاصة فأصحاب ذلك النظام السابق بحضرموت يدافعون  اليوم عن مكتسباتهم !! .. وآن الأوان يا محافظنا الجديد تغيير هذه الثقافات القبيحة الدخيلة على المجتمع الحضرمي بل وعلى المجتمعات المتحضرة . بقلم سعيد بن زيلع .. إلى اللقاء بالحلقة القادمة: كل شئ معقول بحضرموت إلاّ فراقش يالدحبشة !! …

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى