عربية ودولية

تصعيد خطير لصراع إثيوبيا.. تيغراي تقصف عاصمة إريتريا بالصواريخ

في تصعيد كبير خطير للصراع بين القوات الاتحادية الإثيوبية والقوات المحلية في منطقة تيغراي الشمالية الذي بدأ قبل 11 يوما، كشف 5 دبلوماسيين إقليميين عن أن ما لا يقل عن 3 صواريخ أطلقت على العاصمة الإريترية من إثيوبيا مساء السبت.

فيما نقل 3 دبلوماسيين أن ما لا يقل عن صاروخين أصابا مطار أسمرة.

وجاء هذا التصعيد في وقت تستمر فيه المطالبات الدولية بوقفه في إثيوبيا خوفا من احتمال انجرار البلاد إلى نار حرب أهلية لا تحمد عقباها، مع استمرار حدة العمليات العسكرية بين الحكومة الاتحادية وجبهة تحرير شعب تيغراي.

وكانت “جبهة تحرير شعب تيغراي” التي تحكم إقليم تيغراي الإثيوبي، قد تبنت في وقت سابق عملية إطلاق صواريخ على مطارين قريبين من المنطقة وهددت بمهاجمة إريتريا المجاورة.

وقال العضو البارز في الجبهة غيتاتشيو ريدا “ألحقنا مساء أمس (الجمعة) أضرارا كبيرة بالمكونات العسكرية لمطاري قوندر وبحر دار”، في إشارة إلى مطارين في منطقة قريبة ضمن إثيوبيا.

وأضاف “سنشن هجمات صاروخية لإحباط أي تحرّكات عسكرية في مصوع وأسمرة” في إشارة إلى مدينتين في إريتريا.

ووقعت الضربات على المطارين ليل الجمعة في المدينتين الواقعتين في إقليم أمهرة المجاور.

وأقرت الحكومة الاتحادية في إثيوبيا، بأن منطقتي المطارين “تعرّضتا لأضرار” بينما أشار طبيب في قوندر إلى مقتل جنديين وإصابة ما يصل إلى 15 بجروح.

وشدد ريدا على اتهامات سابقة صدرت عن جبهة تحرير شعب تيغراي تشير إلى مشاركة جنود إريتريين في المعارك، وهو ما تنفيه إثيوبيا.

وتعزز الهجمات والتهديدات المخاوف من احتمال تفاقم النزاع وتسببه بزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي برمتها بعدما سبق وتعهّد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بأن قواته تنفّذ عملية سريعة ومحدودة.

وذكرت تقارير أن المئات قتلوا في النزاع حتى الآن، بعضهم في مجزرة وثّقتها منظمة العفو الدولية.

ودفع هذا الاقتتال ونزوح المئات من المنطقة، الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجهات أخرى إلى التحذير من احتمال امتداد القتال إلى مناطق أخرى في إثيوبيا وزعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي.

وقالت مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إن أكثر من 14500 شخص فروا إلى السودان المجاور، وإن وتيرة تدفق الوافدين الجدد “تفوق القدرة الحالية على تقديم المساعدات”.

كما ذكرت لجنة حقوق الإنسان في إثيوبيا، التي تعينها الحكومة لكنها جهة مستقلة، أنها أرسلت فريقا من المحققين إلى بلدة ماي كادرا التي تقع في تيغراي وتحدثت منظمة العفو الدولية عن أدلة على حدوث قتل جماعي فيها.

وقالت مسؤولة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ميشيل باشيليت، أمس الجمعة، إنه في حالة التأكد من أن طرفا ارتكب مجزرة المدنيين التي تحدثت عنها منظمة العفو الدولية فإنها ستكون بمثابة جرائم حرب.

بينما أعلنت اللجنة الإثيوبية في بيان أنها ستحقق في أي انتهاكات لحقوق الإنسان في الصراع.

وفي وقت سابق كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد دعا قوات ومليشيات جبهة تحرير تيغراي إلى الاستسلام خلال يومين لقوات الجيش الوطني، “إنقاذا لأرواحهم” على حدّ وصفه.

وكسرت قوات من الجيش الإثيوبي الحصار الذي فرضته عليه قوات إقليم تيغراي المتمرد، وشرعت في استرداد مواقع خسرتها بعد هجمات مضادة، الخميس، في وقت أسقط البرلمان الإثيوبي الاتحادي الحصانة عن 39 مسؤولا في جبهة تحرير تيغراي المتمردة.

وأفاد رئيس أركان الجيش الإثيوبي، الجنرال برهانو جولا، بأن القيادة الشمالية التي كانت تحت الحصار لمدة خمسة أيام باتت تهاجم على جميع الجبهات وتستعيد العديد من المواقع التي خسرتها.

ويبلغ عدد سكان إقليم تيغراي، الذي يحده من الشمال إريتريا ومن الغرب السودان، حوالي خمسة ملايين نسمة، ويتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن النظام الفيدرالي المتبع في إثيوبيا، ويحكم الإقليم جبهة تحرير تغراي، ورئيسها جبرا ميكائيل.

وتعاني إثيوبيا أصلا من انقسامات عرقية وأزمات اقتصادية كبيرة عندما تسلم آبي أحمد السلطة فبل نحو عامين، ففي العام 2017 أجبر أكثر من مليون إثيوبي على النزوح لأسباب تتعلق بصراعات عرقية وأخرى ترتبط بموجات جفاف ونقص كبير في الغذاء والخدمات في بعض المناطق.

لكن آبي واجه اختبارا كبيرا، عندما سقط قرابة 240 قتيلا في أعمال العنف والاحتجاجات التي اندلعت في إثيوبيا في يوليو الماضي عندما اشتعلت اشتباكات عرقية على خلفية مقتل المغني الشعبي هاشالو هونديسا، الذي يعتبره الكثير من أفراد إثنية “الأورومو” التي ينتمي إليها آبي صوتا لمعاناتهم من التهميش.

واندلعت تلك الاحتجاجات في العاصمة أديس أبابا وفي منطقة أوروميا المحيطة التي تتحدر منها أكبر قومية في البلاد والتي لطالما شعرت بأنها مهمشة ومضطهدة في البلد متعدد الأعراق، لكن الكثير من المراقبين يعتبرون أن الأزمة الحالية في إقليم تيغراي ربما تشكل اختبارا أكبر بالنسبة لآبي نظرا لتعقيداتها المحلية والإقليمية خصوصا لجهة تداخلاتها في العلاقة بين الجارتين السودان وإريتريا.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى