عربية ودولية

اشتباكات تقرع طبول حرب أوكرانيا والناتو يهدد وروسيا تتوعد

شهدت منطقة شرق أوكرانيا تصعيدا خطيرا وواسعا خلال الساعات ال24 الماضية بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية، وسط تنامي المخاوف الغربية من غزو روسي وشيك يتزامن مع ذكرى بدء العمليات العسكرية الروسية في 20 فبراير 2014، التي تمخض عنها استيلاء موسكو على شبه جزيرة القرم.

وتبادلت القوات الأوكرانية والانفصاليون المدعومون من موسكو، السبت، الاتهامات بخروقات وقف إطلاق النار التي تزايدت وتيرتها في الساعات الماضية ما ينذر بتحولها لحرب شاملة. 

وأعلن الزعماء الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرق أوكرانيا، تعبئة عسكرية عامة، بعد يوم من إصدار أوامر للنساء والأطفال بالرحيل إلى روسيا، بسبب ما وصفوه بـ”احتمال التعرض لهجوم وشيك من القوات الأوكرانية”.

وفي حين نفت كييف بشكل قاطع هذا الاتهام، قالت واشنطن إنها “محاولة من روسيا لخلق ذريعة لغزو أوكرانيا”.

والجمعة، أوردت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء وقوع انفجارين أحدهما خط أنابيب نفط في مدينة لوغانسك التي يسيطر عليها الانفصاليون.

 وبالتوازي مع هذا التصعيد، أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، السبت، ببدء “تدريبات استراتيجية نووية”، وفق ما ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن الكرملين.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن التدريبات العسكرية الاستراتيجية النووية الروسية، التي أجريت، اليوم السبت، تحت إشراف الرئيس فلاديمير بوتن ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، تضمنت إطلاق “صواريخ بالستية وصواريخ كروز”.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال، الجمعة، إنه “واثق” من أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين “اتخذ قراره” بغزو أوكرانيا. 

وقال من البيت الأبيض: “لدينا سبب للاعتقاد أن القوات الروسية تعتزم مهاجمة أوكرانيا (…) في الأيام المقبلة”.. مضيفا “أنا واثق من أنه (بوتين) اتخذ القرار”.

لكن الرئيس الأميركي شدد على أنه طالما لم يقع الغزو، فإن “الدبلوماسية ممكنة دائما”، مشيرا إلى أن وزير خارجيته سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف، الخميس المقبل، في أوروبا، غير أنه حذر من أنه إذا غزت روسيا أوكرانيا، فإنها “تغلق بذلك باب الدبلوماسية”.

بدورها أفادت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن ما بين 40% و50% من القوات الروسية اتخذت “وضعية هجومية”.. معتبرة الاشتباكات على خط المواجهة هي جزء من “حملة لزعزعة استقرار أوكرانيا” قبل الغزو الروسي الوشيك.

وصرح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن بوتين جمع العناصر “الضرورية لغزو ناجح (…) لا أعتقد أنها خدعة”.

وقال أوستن، السبت، خلال زيارة لليتوانيا، إن القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا “بدأت تنتشر” و”الاستعداد للهجوم”.

وأضاف “بدأت تنتشر في مواقع عدة وهي تستعد للهجوم”، موضحا أن الجنود الروس “يتجهون نحو مواقع مناسبة ليتمكنوا من تنفيذ هجوم”.

واجتمع الزعماء الغربيون في ميونيخ الألمانية. السبت، لتدارس أزمة أوكرانيا بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وهدّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، في كلمة لها أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، السبت، بتعزيز قوات شمال حلف الأطلسي في أوروبا الشرقية إذا غزت روسيا أوكرانيا، وذلك بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية “قاسية وفورية” ضد موسكو.

وقالت: “لن نتوقف عند الإجراءات الاقتصادية بل سنعزز قوة حلفائنا في الناتو في الجانب الشرقي”، في حال حصل غزو.

من جانبه، وجه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، يانس ستولتنبرغ، رسائل شديدة اللهجة إلى روسيا، قائلا إن الناتو “لا يهدد أحدا، لكنه مستعد لاتخاذ كل التدابير الضرورية للدفاع عن حلفائه”، مؤكدا على أن “خطر المواجهة مع روسيا حقيقي”.

وأضاف يانس ستولتنبرغ: “موسكو تسعى لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء وإحياء الماضي.. موسكو ترغب في التعدي على سيادة دول”.

وكانت روسيا قد حشدت قواتها في الوقت الذي طالبت فيه حلف شمال الأطلسي بعدم ضم كييف إلى عضويته، لكنها تقول إن التكهنات بأنها تخطط لغزو أوكرانيا “خاطئة وخطيرة”.

ولاحقا أعلنت روسيا أنها بدأت بسحب جزئي لقواتها من الحدود، بينما شككت واشنطن وحلفاؤها في ذلك وأصروا على استمرار الحشد العسكري، في واحدة من أسوأ الأزمات منذ الحرب الباردة.

وما زال الكرملين ينفي أي نية لمهاجمة أوكرانيا ويطالب بضمانات لأمن روسيا، مثل انسحاب شمال حلف الأطلسي من أوروبا الشرقية، وهو ما يرفضه الغرب.

لكن رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين أعلن أن روسيا “ستدافع” عن “المواطنين الروس” الذين يعيشون في الأراضي الانفصالية في أوكرانيا إذا كانت حياتهم “مهددة”.

وحذر في ذات الوقت من أنه “إذا بدأت الحرب، فإن أوروبا هي التي ستصبح ساحة للأعمال العدائية.

وتقدر واشنطن أن روسيا تنشر 190 ألف جندي على حدود أوكرانيا وعلى أراضيها، بمن فيهم القوات الانفصالية. 

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن ذلك “أكبر حشد لقوات عسكرية” منذ الحرب الباردة، معتبرا أن موسكو “قادرة، من دون سابق إنذار، على شنّ الهجوم”.

وتعهّد الغرب في المقابل بفرض عقوبات اقتصادية مدمرة على موسكو إذا غزت أوكرانيا. 

وقال مسؤول أميركي، الجمعة، إنهم سيجعلون روسيا “منبوذة” دوليا إذا تم ذلك.

لكن فلاديمير بوتين قلل مجددا من شأن التهديد.

 وقال “ستفرض العقوبات مهما حصل.. وسواء كان هناك سبب أم لا، سيجدون واحدا لأن هدفهم هو إبطاء تطور روسيا”.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى