دخلت بريطانيا لأول مرة على خط الضربات العسكرية التي تنفذها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي في اليمن، في إطار حملة متصاعدة تهدف إلى وقف تهديدات الجماعة للملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، ومنع استهدافها لإسرائيل.
ومنذ منتصف مارس الماضي، شنت القوات الأميركية أكثر من 800 غارة على مواقع تابعة للجماعة المدعومة من إيران، أدت إلى مقتل المئات من عناصرها وتقليص قدراتها الهجومية بنحو النصف.
وأكدت وزارة الدفاع البريطانية أن سلاح الجو الملكي شارك في تنفيذ عملية مشتركة مع القوات الأميركية، استهدفت منشأة حوثية يُعتقد أنها تُستخدم لتصنيع طائرات مسيّرة تُستعمل في مهاجمة السفن. وأوضحت أن الضربة نُفذت باستخدام قنابل دقيقة التوجيه في ساعات الليل لتقليل خطر وقوع إصابات بين المدنيين.
وتعد هذه المشاركة البريطانية الأولى ضمن عملية “الفارس الخشن” التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والسادسة ضمن إطار عملية “حارس الازدهار” التي بدأت في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
في المقابل، اعترف إعلام الحوثيين بوقوع غارات جوية في صنعاء وضواحيها، ومحافظتي صعدة والجوف، كما أُبلغ عن تضرر عدد من المنازل، لكن الجماعة لم تكشف عن الخسائر العسكرية نتيجة هذه الضربات.
وأفادت مصادر عسكرية أميركية بأن الضربات الأخيرة استهدفت منشآت قيادة وسيطرة، ومرافق لتخزين وتصنيع الأسلحة، ومنصات لإطلاق الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى مواقع لقادة عسكريين من الحوثيين.
وكان الجيش الأميركي قد خسر مؤخراً أولى مقاتلاته خلال الحملة في البحر الأحمر، كما فقدت واشنطن سبع مسيرات على الأقل، بينما ادعى الحوثيون إسقاط أكثر من 20 مسيرة منذ نوفمبر 2023.
من جانبه، أدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني احتجاز الحوثيين لسفن محملة بالمشتقات النفطية في ميناء رأس عيسى، واصفاً ذلك بالعمل الإجرامي الذي يهدد حياة المدنيين والبحّارة، ويتعارض مع القوانين الدولية.
وأضاف الإرياني أن السفن المحتجزة تقل بحارة من جنسيات مختلفة، بينهم هنود، يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، وطالب بتدخل دولي عاجل لإنقاذهم. كما حذر من محاولات الحوثيين لتفريغ الشحنات بشكل غير قانوني.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت حظراً على دخول الوقود إلى موانئ سيطرة الحوثيين في أبريل الجاري، وشنّت غارات على ميناء رأس عيسى النفطي في محاولة لفرض هذا الحظر بالقوة.
الرئيس ترمب تعهد بـ”القضاء الكامل” على الجماعة، بينما ترى الحكومة اليمنية الشرعية أن الحل يكمن في دعم القوات الحكومية لاستعادة المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بما في ذلك الحديدة وصنعاء وصعدة.
وترفض واشنطن وقف عملياتها قبل إنهاء التهديد الحوثي للملاحة، بينما يربط الحوثيون وقف هجماتهم بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.