تقارير

انتشار الحميات في حضرموت .. تحذيرات طبية ودعوات للوقاية

تشهد محافظة حضرموت انتشاراً متزايداً لعدد من الحميات والأمراض الفيروسية مع دخول فصل الشتاء، مما أثار مخاوف واسعة لدى السكان. وقد تنوعت الإصابات بين حمى الضنك، وحمى الملاريا، والحميات الفيروسية الأخرى، وسط تحذيرات من الجهات الصحية من تفاقم الوضع في ظل ضعف الاستعدادات وغياب التوعية الكافية.

تزايد الحالات في المستشفيات والمراكز الصحية

مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً ودخول فصل الشتاء، أفادت تقارير طبية بأن المستشفيات والمراكز الصحية في مدن وادي حضرموت، مثل سيئون وتريم والقطن، استقبلت أعداداً متزايدة من المرضى الذين يعانون من الحميات الفيروسية. وبحسب بيانات أولية من مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بحضرموت، فقد تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بحمى الضنك والملاريا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتعزى أسباب انتشار هذه الحميات إلى تزايد أعداد البعوض الناقل للأمراض، خاصة في مناطق تجمع المياه الراكدة نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة مؤخراً. وتعد مناطق الأحياء الشعبية والمناطق الريفية الأكثر عرضة لانتشار البعوض بسبب نقص خدمات الصرف الصحي وانتشار البرك والمستنقعات.

تحذيرات طبية ودعوات للوقاية

في تصريحات خاصة، أكد مدير الرعاية الصحية الأولية بوادي حضرموت، أن الوضع الصحي يتطلب تدخلاً عاجلاً من السلطات المحلية والمجتمع. وقال: “نشهد ارتفاعاً غير مسبوق في أعداد المصابين، خاصة بين الأطفال وكبار السن الذين يعانون من ضعف المناعة، مما يجعلهم أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة.”

ودعا الدكتور باوزير المواطنين إلى اتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار الأمراض، مثل استخدام الناموسيات والمبيدات الحشرية، وتجنب تجمع المياه في الأحياء السكنية. كما شدد على ضرورة التوجه إلى المراكز الصحية فور الشعور بأعراض الحمى، مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع الشديد وآلام المفاصل.

نقص الأدوية والمستلزمات الطبية

من ناحية أخرى، أشار عدد من الأطباء في مستشفيات حضرموت إلى نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية، خاصة تلك المتعلقة بعلاج حمى الضنك والملاريا. و أوضح مصدر ان الوضع الصحي يزداد تعقيداً بسبب نقص الأدوية الأساسية، محذراً من احتمال تفاقم الأزمة إذا لم يتم توفير الدعم اللازم بشكل عاجل.

وعبر عدد من المواطنين عن قلقهم من تفشي الحميات، مشيرين إلى ضعف الخدمات الصحية وتراجع مستوى الرعاية الطبية في المستشفيات. قال احد المواطنين: “الوضع مخيف، خصوصاً أن الحميات تنتشر بسرعة بين الناس، وليس هناك استعداد كافٍ في المستشفيات لمواجهة هذه الأزمة.”

أما إحدى الأمهات المصابات بحمى الضنك، فتقول: “طفلي يعاني من الحمى منذ أسبوع، ولم أجد الأدوية اللازمة في المستشفى. اضطررت لشراء الأدوية من الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة، وهذا يشكل عبئاً كبيراً علينا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.”

ومع استمرار انخفاض درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء، يزداد التحدي أمام القطاع الصحي في حضرموت لمواجهة انتشار الحميات الفيروسية. وتظل الحاجة ملحة لتضافر الجهود بين السلطات المحلية والمجتمع المدني والمواطنين من أجل الحد من انتشار الأمراض وتعزيز الوعي بأهمية الوقاية، حتى لا تتحول هذه الأزمة إلى كارثة صحية يصعب السيطرة عليها.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى