انتشرت مؤخرًا لعبة تُعرف بـ”لعبة تشارلي” بين الأطفال والمراهقين في مختلف أنحاء العالم. تعتمد اللعبة على طقوس بسيطة باستخدام أوراق وأقلام، وتزعم استحضار الأرواح للإجابة على أسئلة اللاعبين. وعلى الرغم من مظهرها البريء، إلا أنها تحوّلت إلى ظاهرة خطيرة أثارت قلق الأهالي والجهات التربوية والدينية، لما تسببه من آثار نفسية واجتماعية، إلى جانب تعارضها مع القيم العقائدية.
كيف تعمل اللعبة؟
تعتمد اللعبة على رسم جدول يحتوي على كلمتي “نعم” و”لا”، ثم يتم وضع قلمين متقاطعين فوق الجدول. يطرح اللاعبون أسئلة مثل “هل أنت هنا يا تشارلي؟” لتبدأ الأقلام بالتحرك، وهو ما يُفسر علميًا بتأثير الجاذبية أو تيارات الهواء، لكن الأطفال غالبًا ما يعتقدون أن الحركة ناتجة عن قوى خارقة.
الآثار النفسية والاجتماعية
الخوف والقلق: تسببت اللعبة في إصابة العديد من الأطفال بحالات خوف شديد، نتيجة اعتقادهم باستحضار أرواح.
اضطرابات النوم: عانى بعض الأطفال من كوابيس وأرق مستمر بعد تجربة اللعبة.
التأثير الاجتماعي: دفعت المخاوف الناتجة عن اللعبة بعض الأطفال إلى الانعزال الاجتماعي.
التحريم الشرعي وتحذيرات دينية
أوضح رئيس شعبة مكافحة السحرة ومتابعة الرقاة بالمملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالله السلامة التميمي، أن “لعبة تشارلي محرمة شرعًا”، مشيرًا إلى أنها تتشابه مع الكهانة والعرافة، حيث تعتمد على السؤال عن أمور غيبية. وأضاف أن الاعتقاد بصحتها يُعد محرمًا في الإسلام.
من جانبه، أكد الشيخ إبراهيم بوبشيت أن “اللعبة تُعلم الطفل الاستعانة بالغيب بغير الله”، مشددًا على أن هذا يتنافى مع العقيدة الإسلامية، بغض النظر عن الوسيلة التي تتحرك بها الأقلام.
دور الأسرة والمجتمع
التوعية: يجب على الأهل توضيح الجانب العلمي لتحرك الأقلام وتفنيد الادعاءات الغيبية المرتبطة باللعبة.
مراقبة المحتوى: ضرورة متابعة الأنشطة التي يمارسها الأطفال على الإنترنت والتطبيقات الرقمية.
بدائل آمنة: تقديم ألعاب تعليمية وترفيهية تُثري عقل الطفل وتُبعده عن أي أنشطة ضارة.
لعبة تشارلي ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل تمثل تهديدًا نفسيًا وعقائديًا للأطفال. تعزيز الوعي بخطورة مثل هذه الألعاب مسؤولية تقع على عاتق الأسرة والمجتمع، لحماية الجيل الناشئ من التأثيرات السلبية التي قد تضر بطفولتهم وسلامتهم النفسية والدينية.


