تقارير

انقطاع الديزل يهدد زراعة القمح في وادي حضرموت :

صدى الوادي – سيئون / متابعات
يتأمل الحاج عمر الى حقله بعد أن ألقى ببذور القمح إلى الأرض في انتظار موسم جديد لزراعة القمح، لكن نظراته تلك ترتد عليه بالخيبة، فالبذور التي باتت تحت التراب، لا يوجد الماء الكافي لريها، كي تظهر للوجود.

عمر مزارع كبقية المزارعين بوادي حضرموت (شرق اليمن) والذي يعد من أخصب المناطق الزراعية في اليمن، لكنهم جميعا تأثروا بأزمة انقطاع المحروقات، خاصة مادة الديزل التي يعتمد عليها المزارعين في نقل وتوزيع المياه على الحقول لري محصول القمح.

بعض المزارعين انتقل إلى تشغيل مضخات المياه بالطاقة الشمسية، لكنها ذات كلفة شراء عالية على المزارع البسيط، ولا يمكن الاستمرار فيها، فيما انتقل آخرون إلى تشغيل التيار الكهربائي عبر منظومة الكهرباء المحلية التي تشهد هي الأخرى انقطاعا يصل إلى أربع ساعات باليوم الواحد.

أزمة كل موسم

ويشكوا المزارعين بوادي حضرموت من ظهور أزمة انقطاع مادة الديزل خلال مواسم القمح بالسنوات الاخيرة، الامر الذي دفع البعض منهم الى الاقلاع عن زراعة القمح الذي يمثل مورد اساسي لهم في تلك المناطق.

وبحسب تقديرات المزارعين فقد انخفضت زراعة القمح الى قرابة 80 %، وأحد اسبابها أزمة المشتقات النفطية، وانحسار الاراضي الزراعية، بسبب التمدد العمراني وزيادة الطلب للأراضي السكنية، ما دفع ملاكها الى بيعها بأسعار ارتفعت بنسبة 300 %، وحاول مراسل “الموقع بوست” الحصول على احصائيات رسمية من الجهات الحكومية حول أسباب انعدام المشتقات النفطية، لكن تلك الجهات ظلت تماطل دون أي نتيجة.

كلفة عالية

وبحسب معلومات تحليلية حصل عليها “الموقع بوست” فإن الفدان الواحد يتطلب قرابة ثلاثة براميل من الديزل، أي ما يعادل 600 لتر من مادة الديزل خلال موسم زراعة القمح الممتدة من اكتوبر حتى فبراير، فضلا عن أجرة مركبة الحراثة، التي يصل متوسط كلفتها الى ثلاثة ألف و خمسمائة ريال يمني للساعة الواحدة، ناهيك عن المبالغ التي يحتاجها مقابل أجور الأسمدة والعمال.

التقديرات ذاتها تشير الى أن محصود الفدان الواحد من القمح يصل لقرابة 10 أكياس عبوة 50 كيلو، فيما يتراوح سعر الكيس الواحد من تسعة ألف الى اثني عشر ألف ريال يمني.

محاولات السلطات

و ضمن محاولة لحل هذا الاشكال انعقد خلال الأسابيع الماضية في وادي حضرموت اجتماعا ضم مدير عام شركة النفط بوادي حضرموت عبد الرحمن بلفاس، ورئيس الاتحاد التعاوني الزراعي بوادي حضرموت احمد باغوث، وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد، وعدد من المختصين في الجهات ذات العلاقة.

واتفق المجتمعون على تحديد 7 بالمائة من الكميات المتحصل عليها من الديزل لمزارعي القمح، وتكليف الجمعيات الزراعية برفع كشوفات بأعداد المزارعين، ووضع الضوابط والإجراءات التي من شأنها تسليم كافة المزارعين احتياجاتهم الأولية من مادة الديزل، لكن ذلك لا يكفي لحل هذه الإشكالية وفقا لمزارعين، إذ تصل كميات مادة الديزل المخصصة لمديريات وادي حضرموت الـ16 إلى 150 ألف لتر يوميا.

احصائيات حكومية

يشير مكتب وزارة الزراعة في وادي حضرموت في احصائية أصدرها الى أن مساحة زراعة الحبوب بوادي حضرموت ارتفعت من ٢٩ الف و٤٠٤ في الموسم ٢٠١٤/٢٠١٥ الى ٣٠ الف و ٥٨١ في الموسم ٢٠١٥/٢٠١٦م ، فيما اشارت احصائية المكتب ان انتاج القمح بالموسم الماضي وصل إلى ١٢ الف و ٢٦٣ طن على مساحة قدرت ٦ الف و ٦٦٨ هكتار.

وبحسب إحصائية حكومية فقد بلغ حجم إنتاجية اليمن من محصول القمح نحو 256 ألف طن، في حين أن احتياجاته تصل إلى 2 مليون و80 ألف طن.

المركز الوطتي لعلاج الأورام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى